كتاب مجموعة الحديث على أبواب الفقه (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء السابع، الثامن، التاسع، العاشر) (اسم الجزء: 2)

- وأجاب ابن سيرين بأن [المسجد] 1 كان ضيقاً. رواه البيهقي 2.
__________
1 ما بين المعكوفتين سقط من الأصل، واستدرك بالهامش.
2 نسبه الحافظ للطحاوي، كما في الفتح (2/212) ، ونقل الزيلعي في نصب الراية (1/34) أن البيهقي ذكره في (المعرفة) ، ثم زاد: وقد قيل: إنه رأى النبي ?, وأبو ذر عن يمينه, كل واحد يصلي لنفسه، فقام ابن مسعود خلفهما, فأومأ إليه النبي? بشماله، فظن عبد الله أن ذلك سنة الموقف, ولم يعلم أنه لا يؤمهما, وعلمه أبو ذر, حتى قال, فيما روي عنه: يصلي كل رجل منا لنفسه. وذهب الجمهور إلى ترجيح رواية غيره على روايته بكثرة العدد, والقائلين به, وبسلامته من الأحكام المنسوخة. اهـ.
قلت: وأراد البيهقي، رحمه الله، بحديث أبي ذر ما أخرجه أحمد في المسند (5/170) ما لفظه: عن أبي ذر قال: "قام النبي ? ليلة من الليالي في صلاة العشاء فصلى بالقوم, ثم تخلف أصحاب له يصلون, فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله. فلما رأى القوم قد أخلوا المكان، رجع إلى مكانه فصلى، فجئت فقمت خلفه, فأومأ إلي بيمينه, فقمت عن يمينه. ثم جاء ابن مسعود فقام خلفي وخلفه, فأومأ إليه بشماله, فقام عن شماله؛ فقمنا ثلاثتنا يصلي كل رجل منا بنفسه, ويتلو من القرآن ما شاء الله أن يتلو. فقام بآية من القرآن يرددها, حتى صلى الغداة. فبعد أن أصبحنا, أومأت إلى عبد الله بن مسعود أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة, فقال ابن مسعود بيده لا أسأله عن شيء حتى يحدث إلي, فقلت: بأبي أنت وأمي, قمت بآية من القرآن, ومعك القرآن, لو فعل هذا بعضنا وجدنا عليه, قال: دعوت لأمتي, قال: فماذا أُجبت، أو ماذا رد عليك, قال: أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة. قال: أفلا أبشر الناس؟ قال: بل. , فانطلقت معنقاً قريباً من قذفة بحجر, فقال عمر: يا رسول اللهن إنك إن تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادة. فنادى أن ارجع، فرجع. وتلك الآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ". وذكر له سنداً آخر بعده.

الصفحة 64