كتاب المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

قَالَ الْمُهَلَّبُ:
انْفَرَدَ اللَّيْثُ فَقَالَ: «مَا يُفْعَلُ بِي» وَالْجَمَاعَةُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ، وَهُمْ أَضْبَطُ وَاللهُ أَعْلَمُ (¬1).
وَخَرَّجَهُ في: باب القرعة في المشكلات وقوله {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ} (2687)، وفِي بَابِ رؤيا النساء (7003) , وفي باب العين الجارية في المنام (7018) , وفِي بَابِ مقدم النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وأصحابه (3929).

بَاب الرَّجُلِ يَنْعَى إِلَى أَهْل الْمَيِّتِ بِنَفْسِهِ
[565]- (3063) خ نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَ (3757) (4262) نَا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ.
وقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: خَطَبَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: «أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ الله بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ».
¬_________
(¬1) هكذا ثبت في النسخة عن المهلب أن الليث تفرد بلفظة " ما يفعل بي"، وقَالَه البخاري أيضا، فقد عقب على رواية الليث (1243) بقوله: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عُقَيْلٍ (مَا يُفْعَلُ بِهِ) وَتَابَعَهُ شُعَيْبٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمَعْمَرٌ أهـ
وقَالَ الْمُهَلَّبُ في الشرح: وأما قوله عَلَيْهِ السَّلاَمُ " ما يفعل بي " فيحتمل أن يكون قبل أن يعلمه الله بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقد روي هذا الحديث (ما يفعل به) وهو الصواب، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم من ذلك إلا ما يوحى إليه أهـ.
قلت: رواية ما يفعل بي شاذة، والصحيح: ما يفعل به، وكيف يكون لا يعلم ما يفعل به وهو رسول الله حقا، يعلم أن ما أنزل عليه هو الحق من ربه.

الصفحة 7