كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 2)

وبهذا السند إلى الشافعي، أنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يجهر بفاتحة الكتاب في الصلاة على الجنازة، وقال: لتعلموا أنها سنة.
وهذا إسناد قوي، وفيه إشعار بأنه كان هناك من لا يقرأ الفاتحة فيها، فأراد تعليمهم. وحمله بعضهم على أن ذلك كان ليلاً، وهو بعيد من السياق.
قوله: (واختلف أصحابنا في نوافل الليل) إلى آخره.
أما الجهر ففيه حديث يحيى بن جعدة عن أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت: كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، وأنا على فراشي [عريشي] أصلي.
أخرجه أحمد، والترمذي، والنسائي، وصححه الحاكم.
وقرأت على أم الحسن التنوخية بدمشق، عن أبي الفضل بن أبي طاهر المقدسي، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، أنا أبو جعفر الصيدلاني، وزينب بنت عبد الرحمن، قال الأول: أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن جعفر بن فارس، ثنا إسماعيل بن عبد الله الحافظ، وقالت الأخرى: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن ميكال، قالت: أنا عبد الله بن أحمد الجوالقي، ثنا عبدان، قالا: ثنا سهل بن عثمان، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي رضي الله عنه قال: كان أبو بكر رضي الله عنه إذا قرأ يخفض صوته، وكان عمر رضي الله عنه إذا قرأ يرفع صوته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ((لم تخفض؟)) قال: أسمع من أناجي، وقال لعمر: ((لم تجهر؟))

الصفحة 11