كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 2)

أبي الوليد، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يجلس بعد الصلاة إلا قدر ما يقول -وفي رواية أبي معاوية كان إذا سلم لم يقعد إلا بمقدار ما يقول-: ((اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)).
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة.
فوقع لنا موافقة عالية، وعالياً بدرجتين من الطريق الثانية على رواية مسلم.
ويمكن الجمع بأنه كان يقول ذلك في الموضعين.
وظاهر حديث عائشة هذا أنه كان لا يقول الأذكار الواردة في هذا المحل إلا بعد قيامه من مجلسه، لكن يعارضه حديث جابر بن سمرة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس. أخرجه مسلم.
ويمكن الجمع بتخصيص الصبح، وأولى منه أن يحمل النفي على الهيئة المخصوصة بأن يترك التورك والاستقبال ويقبل على أصحابه كما ثبت ذلك في حديث آخر.
[[وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي

الصفحة 254