كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 2)

أثر لذلك، لأن شعبة والثوري وحماد بن زيد سمعوا منه قبل اختلاطه، وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل، وهذا من ذاك.
وأيد ذلك ما ذكره الشيخ عن أيوب. وكأنه أراد ما:
أخبرني عبد الله بن عمر بن علي، قال: أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو الفرج بن الصيقل، أنا عبد الله بن أحمد، أنا هبة الله بن محمد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: سمعت حماد بن زيد يقول: قدم عطاء بن السائب البصرة، فقال لنا أيوب -يعني السختياني-: اذهبوا إليه فاسألوه عن حديث التسبيح -يعني هذا الحديث.
ووقع لي من وجه آخر أصرح من هذا في المراد.
قرأت على عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك، عن محمد بن عثمان التوزري سماعاً، أنا عبد العزيز بن عبد المنعم، أنا عبد المعز بن محمد في كتابه أنا تميم بن أبي سعيد، أنا أبو الحسن، محمد بن أحمد، أنا علي بن محمد، أنا أبو حاتم البستي، أنا الفضل بن الحباب، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا حماد بن زيد، قال: كان أيوب حدثنا بهذا الحديث عن عطاء بن السائب فذكره بطوله قال: فلما قدم عطاء بن السائب البصرة قال لنا أيوب: اذهبوا فاسمعوه من عطاء.
قلت: فدل هذا على أن عطاء حدث به قديماً، بحيث حدث به عنه أيوب في حياته، وهو من أقرانه أو أكبر منه، لكن في كون هذا حكماً من أيوب بصحة هذا الحديث نظر، لأن الظاهر أنه قصد له على علو الإسناد، ووالد عطاء الذي تفرد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان، لكنه ثقة،

الصفحة 283