كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 2)

رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي فقيل له: أدرك دارك فقد احترقت دارك، فقال: لا والله ما احترقت داري، فقيل له: يقال لك: احترقت دارك وتحلف بالله ما احترقت داري؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال حين يصبح: إن ربي لا إله إلا هو)) فذكر مثل الرواية الماضية، لكنه قال: ((أشهد)) بدل ((أعلم)) وقال بعد قوله ((علماً)) ((أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر كل دابةٍ ربي آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراطٍ مستقيمٍ، لم ير يومئذٍ في نفسه ولا أهله ولا ماله شيئاً يكرهه)) وقد قلتها اليوم، فقام وقاموا معه، فانتهوا إلى الدار وقد احترق ما حولها، ولم يصبها شيء.
وهذا السند ضعيف من أجل الرجل المبهم، ويبعد تفسير الصحابي المذكور بأبي الدرداء، لأن الحسن البصري لم يلقه. قال أبو زرعة الرازي: الحسن عن أبي الدرداء مرسل.
ويحتمل أن يكون قوله: كنا جلوساً أراد به من جلس مع أبي الدرداء من أقران الحسن، ولم يرد إدخال نفسه معهم، وقد قالوا في قوله: خطبنا ابن عباس بالبصرة أراد خطب أهل البصرة، ولم يكن الحسن يومئذ بالبصرة، وهو تجوز بعيد.
قال البزار: كان الحسن يتأول قوله حدثنا وخطبنا يريد حدث وخطب قومه، والله أعلم.
قوله: (باب ما يقال في صبيحة يوم الجمعة -إلى أن قال- وروينا في كتاب ابن السني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مراتٍ غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)) ).

الصفحة 428