كتاب نتائج الأفكار لابن حجر (اسم الجزء: 2)

فأما حديث سليمان بن كثير:
فأخبرني به أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، عن أحمد بن أبي بكر الدشتي، أنا يوسف بن خليل الحافظ، أنا خليل بن بدر، أنا الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الله، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا سليمان بن داود، ثنا سليمان بن كثير، عن الزهري فذكر مثله سواء.
وأما حديث سفيان بن حسين فأخرجه الترمذي من طريقه عن الزهري بلفظ:
خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى المصلى فكبر فكبر الناس، ثم قرأ، فجهر بالقراءة.
وهكذا رواية عقيل عند الطحاوي، والأوزاعي عند أبي داود. وإسحاق بن راشد عند الدارقطني، ثلاثتهم عن الزهري.
قال الترمذي في العلل: سمعت محمداً -يعني: البخاري- يقول: حديث عائشة في الجهر أصح من حديث سمرة.
قلت: وقد جمع بينهما بوجوه.
منها: أن قراءته كانت بين الجهر والإسرار فسمعها بعض دون بعض.
ومنها: أنه جهر بالقراءة في القيام الأول وأسر في الثاني.
ورجح البيهقي الإسرار بأنه ورد من طرق، والجهر لم يرد إلا من طريق الزهري، وهو وإن كان حافظاً فالعدد أولى.
وعورض بأنه مثبت فيقدم على من نفى.

الصفحة 8