كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 2)

1059 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: وَقَدْ قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا:
[البحر الرجز]

§نَحْنُ حَفَرْنَا لِلْحَجِيجِ زَمْزَمَا ... شِفَاءَ سُقْمٍ وَطَعَامَ مُطْعِمَا
رَكْضَةُ جِبْرِيلَ وَلَمَّا تَعْظُمَا ... سُقْيَا نَبِيِّ اللهِ فِي الْمُحَرَّمَا
ابْنُ خَلِيلِ رَبِّنَا الْمُكَرَّمَا
§ذِكْرُ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ زَمْزَمَ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهِ
1060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ -[12]- عَنْهُمَا قَالَ: " §أُتِيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ، قَالَ: مَا أَحْتَفِرُ؟ قَالَ: بَرَّةَ، قَالَ: وَمَا بَرَّةُ؟ قَالَ: مَضْنُونَةُ، ضُنَّ بِهَا عَنِ النَّاسِ وَأُعْطَيْتُمُوهَا، قَالَ: وَأَتَاهُ بَنُو عَمِّهِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قِيلَ لِيَ: احْتَفِرْ، قُلْتُ: مَا أَحْتَفِرُ؟ قَالَ: بَرَّةَ، قُلْتُ: وَمَا بَرَّةُ؟ قَالَ: مَضْنُونَةُ، ضُنَّ بِهَا عَنِ النَّاسِ وَأُعْطَيْتُمُوهَا، قَالُوا: أَوَلَا سَأَلْتَهُ؟ قَالَ: فَنَامَ فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ: احْتَفِرْ، فَقَالَ: وَمَا أَحْتَفِرُ؟ قَالَ: احْتَفِرْ زَمْزَمَ، قَالَ: وَمَا زَمْزَمُ؟ قَالَ: لَا تَنْزِفُ، وَلَا تُذَمُّ، تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، قَالَ: فَانْتَبَهَ فَأَخْبَرَهُمْ بِرُؤْيَاهُ، قَالُوا: أَفَلَا سَأَلْتَهُ: أَيْنَ مَوْضِعُهَا؟ قَالَ: فَنَامَ فَأُتِيَ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: احْتَفِرْ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: مَسْلَكُ الذَّرِّ، وَمَوْضِعُ الْغُرَابِ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ، فَأَخْبَرَهُمْ، قَالُوا: هَذَا مَوْضِعُ خُزَاعَةَ، وَلَا يَدْعُونَكُمْ تَحْتَفِرُونَ فِي مَوْضِعِ نُصْبِهِمْ، قَالَ: وَقَدْ قَالُوا لَهُ فِي الْمَنَامِ: إِنَّ قَوْمَكَ يَكُونُونَ عَلَيْكَ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَيَكُونُونَ مَعَكَ آخِرَ النَّهَارِ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مِنْ وَلَدِهِ إِلَّا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ هُوَ وَالْحَارِثُ يَحْفِرَانِ، فَحَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا غَزَالًا مِنْ ذَهَبٍ، فِي أُذُنَيْهِ قُرْطَانِ، ثُمَّ حَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا حِلْيَةَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، فَقَالَ بَنُو عَمِّهِ: يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، أَحَدُ قَوْمِكَ، قَالَ: ثُمَّ حَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا سُيُوفًا مَلْفُوفَةً فِي عَبَاءَةٍ، ثُمَّ حَفَرَا فَاسْتَخْرَجَا الْمَاءَ، فَقَالُوا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ لَنَا مَعَكَ مِنْ هَذَا شِرْكًا وَحَقًّا، قَالَ: نَعَمُ، ائْتُونِي بِثَلَاثَةِ قِدَاحٍ؛ أَسْوَدَ وَأَبْيَضَ وَأَحْمَرَ، -[13]- فَأَتَوْهُ بِثَلَاثَةِ قِدَاحٍ، فَجَعَلَ لَهُمُ الْأَسْوَدَ، وَجَعَلَ الْأَحْمَرَ لِلْبَيْتِ، وَالْأَبْيَضَ لَهُ، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَصَابَ الْحِلْيَةُ الْبَيْتَ، وَأَصَابَتْهُ السُّيُوفُ، وَأَصَابَ قَوْمَهُ الْغَزَّالُ، فَنَذَرَ يَوْمَئِذٍ نَذْرًا لَئِنْ وُلِدَ لِي عَشَرَةٌ لَأَنْحَرَنَّ أَحَدَهُمْ، فَوُلِدَ لَهُ عَشَرَةٌ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ أَبِي مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْرَعَ ثَانِيَةً، فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ، ثُمَّ أَقْرَعَ الثَّالِثَةَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْحَرَهُ، فَأَتَاهُ بَنُو مَخْزُومٍ أَخْوَالُهُ فَقَالُوا: تَعْمَدُ إِلَى ابْنِ أُخْتِنَا فَتَنْحَرُهُ مِنْ بَيْنِ وَلَدِكَ؟ فَقَالَ: قَدْ أَقْرَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْوَتِهِ فَوَقَعَ السَّهْمُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: فَافْدِهِ، قَالَ: فَفَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ " قَالَ عِكْرِمَةُ: فَمِنْ ثَمَّ دِيَةُ النَّاسِ الْيَوْمَ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ

الصفحة 10