كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 2)

§ذِكْرُ ذَرْعِ طُولِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَذَرْعُ جَدْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَهُوَ الشَّرْقِيُّ ثَمَانِيَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ، وَفِي هَذَا الْجَدْرِ تَحْتَ الشُّرَّافَاتِ الْمَكْشُوفَاتِ كِتَابٌ مَكْتُوبٌ كَانَ أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ أَنْ يُكْتَبَ. وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي وَهُوَ الشِّقُّ الْيَمَانِيُّ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحَ وَهُوَ الْغَرْبِيُّ اثْنَانِ -[199]- وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَطُولُ الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ وَهُوَ الشِّقُّ الشَّامِيُّ سَبْعَةُ عَشَرَ ذِرَاعًا وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُصْبُعًا وَعَلَى جِدَارِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُقَابِلَ دَارِ الْإِمَارَةِ مِمَّا يَلِي الصَّحْنَ مَكْتُوبٌ بِفُسَيْفِسَاءَ أَسْوَدَ: أَمَرَ بِكِتَابَتِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، يَذْكُرُ فِيهِ عِمَارَتَهُ لِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
§ذِكْرُ عَدَدِ الشُّرَّافَاتِ الَّتِي فِي ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَخَارِجِهِ وَعَدَدُ الشُّرَّافَاتِ اللَّائِي عَلَى جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ خَارِجِهِ مِائَتَا شُرَّافَةٍ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةً وَنِصْفٌ مِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي الْوَادِي مِائَةٌ وَتِسْعُ عَشْرَةَ وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي جُمَحَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ وَمِنْهَا فِي الْجَدْرِ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ خَمْسُ شُرَافَاتٍ وَنِصْفٌ وَفِي جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ مِنْ خَارِجٍ رَوَازِنُ مَنْقُوشَةٌ بِالْجِصِّ نَافِذَةٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوُجُوهُهَا مَنْقُوشَةٌ بِالْجِصِّ وَعَلَى الطَّاقَاتِ تَشَابِيكُ حَدِيدٍ وَوُجُوهُ الشُّرَفِ مَنْقُوشٌ بِالْجِصِّ، وَسَيْلُ سَطْحِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشِّقِّ الَّذِي يَلِي الْمَسْعَى وَالشِّقِّ الَّذِي يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ يَجْرِي سَيْلُهُ فِي سَرَبَيْنِ مَحْفُورَيْنِ عَلَى جَدْرِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَسِيلُ فِي أُسْطُوَانَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى بَابِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ الْكَبِيرِ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى -[200]- سِقَايَةٍ مَدْبُولَةٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ بَيْنَ يَدَيْ دَارِ الْقَوَارِيرِ، عَلَيْهَا شِبَّاكٌ وَبَابٌ مُغْلَقٌ وَسَيْلُ شِقِّ الْوَادِي , وَشِقُّ بَنِي جُمَحَ يَذْهَبُ فِي سَرَبٍ قَدْ جُعِلَ فِي الْجِدَارِ كَانَ يَسِيلُ فِي سِقَايَةٍ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ مَدْبُولَةٍ، كَانَتِ الْخَيْزُرَانُ أُمُّ الْخَلِيفَتَيْنِ مُوسَى وَهَارُونُ قَدْ حَفَرَتْهَا هُنَالِكَ فِي مَوْضِعِ الرَّحْبَةِ الَّتِي اسْتَقْطَعَهَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى فَبَنَى فِيهَا الدَّارَ الَّتِي عَلَى الْبَقَّالِينَ وَالْخَيَّاطِينَ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَهُ لِزُبَيْدَةَ

1366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى، لَمَّا بَنَاهَا وَشَرَعَ جَنَاحَهَا كَانَ مَنْ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فِي فِتْنَةٍ مِنْهَا حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ مِنْ حُسْنِهَا، فَلَمَّا بُنِيَتْ هَذِهِ الدَّارُ صُرِفَ سَيْلُ الْمَسْجِدِ فَصَارَ فِي سَرَبٍ عَظِيمٍ وَهُوَ بِمِيزَابٍ مِنْ سَاجٍ يُسْكَبُ فِي الْبِئْرِ الَّتِي عَلَى بَابِ الْبَقَّالِينَ الَّتِي حَفَرَهَا الْمَهْدِيُّ عِوَضًا مِنْ بِئْرِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْعَجُولُ، دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ
§ذِكْرُ عَدَدِ الشِّرَافِ الَّتِي فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ وَمَا يَشْرَعُ مِنَ الطِّيقَانِ فِي الصَّحْنِ وَفِي شِقِّ الْمَسْجِدِ الشَّرْقِيِّ الَّذِي فِيهِ الْمَسْعَى وَاحِدٌ وَثَلَاثُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا مِائَةُ شُرَّافَةٍ -[201]- مُجَصَّصَةٍ وَفِي الشِّقِّ الَّذِي يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ الصَّغِيرِ وَدَارَ النَّدْوَةِ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا مِائَةٌ وَأَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ شُرَّافَةً وَفِي الشِّقِّ الْيَمَانِيِّ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا مِائَةٌ وَخَمْسُونَ شُرْفَةً مُجَصَّصَةً وَفِي الشِّقِّ الْغَرْبِيِّ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ طَاقًا، فَوْقَهَا أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ شُرَّافَةً وَبَيْنَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الصَّفَا وَبَيْنَ الرُّكْنِ الَّذِي فِيهِ مَنَارَةُ الْمَسْعَى تِسْعَةُ عَشَرَ طَاقًا فَهَذَا مَا فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ مِنَ الشُّرَفِ الْبِيضِ، وَأَمَّا خَارِجُ الْمَسْجِدِ فَبَعْضُ الشُّرَفِ قَائِمٌ وَبَعْضُهُ دَاخِلٌ فِي الدُّورِ

الصفحة 171