كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 2)

1458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، -[253]- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا، فَإِذَا ضَيَّعُوا ذَلِكَ هَلَكُوا "
1459 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ خُزَاعَةَ قَتَلَا رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَأَتَوْا إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَسْتَشْفِعُونَ بِهِمَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَا يَسْتَنَّ بِي أَحَدٌ فَيَقُولَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَتَلَ بِهَا، وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْتَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ قَتَلَ بِهَا، أَوْ رَجُلٍ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَرَجُلٍ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَايْمُ اللهِ لَيُودَيَنَّ هَذَا الْقَتِيلُ "

1460 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ -[254]- الْعَدَوِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ مِنْ بَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَزَادَ فِيهِ: " أَوْ طَالِبٍ بِدَمِ الْجَاهِلِيَّةِ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، أَوْ نَظَّرَ عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تُبْصِرَاهُ "
1461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ عَمِّي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَمَرَرْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ أَوَّلَ مَنْ نَزَلَ الرَّمْلَةَ، فَقَالَ لَهُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ بِنَفْسِكَ، نَزَلْتَ بِهَذِهِ الْأَرْضِ، أَفَلَا كُنْتَ قَرِيبًا مِنِ ابْنِ عَمِّكَ مُعَاوِيَةَ؟ قَدْ كَانَ لَكَ مُكْرِمًا، فَإِنْ كَرِهْتَ ذَلِكَ أَفَلَا نَزَلْتَ مُهَاجَرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَوْضِعَ قَبْرِهِ؟ فَإِنْ كَرِهْتَ ذَلِكَ أَفَلَا كُنْتَ مَعَ قَوْمِكَ فِي حَرَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ: " أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنِ ابْنِ عَمِّي فَهُوَ كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنْ أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ §أَمِيرًا يَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ لَهُ عُذْرٌ وَلَا لِجُلَسَائِهِ، فَيَدَعُوهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَلَمْ أُكْرِمْكَ؟ أَلَمْ أُسَلِّحْكَ؟ أَلَمْ أُعْطِكَ نَحْوَ هَذَا؟ فَيُؤْمَرُ بِهِ وَبِجُلَسَائِهِ إِلَى النَّارِ، فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الْمَدِينَةِ فَإِنَّهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَدْ أُتْرِفُوا، وَسَيُصِيبُهُمْ وَبَالُ ذَلِكَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ مَكَّةَ فَإِنَّهَا كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنْ أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى رَجُلًا يَسْتَحِلُّهَا وَتُسْتَحَلُّ بِهِ، عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْأُمَّةِ " قَالَ: فَسَمِعْتُ غَيْرَ هَذَا الْقُرَشِيِّ يَقُولُ: اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ

الصفحة 236