كتاب أخبار مكة للفاكهي (اسم الجزء: 2)

1132 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: " §اعْمَلُوا؛ فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ "، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ
1133 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ طَافَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سِقَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَشَرِبَا مِنْ شَرَابِهَا، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى زَمْزَمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، §حَافِظُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ، لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ "، -[53]-

1134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَكَمِ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: " لَنَزَعْتُ حَتَّى يُؤَثِّرَ الْحَرِيرُ بِظَهْرِي " وَقَدْ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَذْكُرُ فَضْلَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي زَمْزَمَ، فَقَالَ:
[البحر الطويل]

لَقَدْ فَضَّلَ الرَّحْمَنُ آلَ مُحَمَّدٍ ... بِعِلْمٍ وَكَانَ اللهُ بِالنَّاسِ أَخْبَرَا
سَقَاهُمْ لِيَسْقُوا الْحَاجَّ فِي الْحَجِّ زَمْزَمَا ... وَخَطَّ لَهُمْ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ كَوْثَرَا
1135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَضَى طَوَافَهُ يَوْمَ دَخَلَ مَكَّةَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى زَمْزَمَ، فَاطَّلَعَ فِيهَا وَقَالَ: " §لَوْلَا أَنْ تُغْلَبَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى سِقَايَةِ الْحَاجِّ لَنَزَعْتُ مِنْهَا بِيَدِي "، ثُمَّ انْصَرَفَ فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَتَوَضَّأَ مِنْهُ، وَالْمُسْلِمُونَ يَبْتَدِرُونَ وَضُوءَهُ يَصُبُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَالْمُشْرِكُونَ يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا مَلِكًا قَطُّ بَلَغَ هَذَا، وَلَا أَشْبَهَهُ، مَاذَا يَصْنَعُونَ بِالْوَضُوءِ؟

الصفحة 51