كتاب السيرة النبوية لابن كثير (اسم الجزء: 2)

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " الَّذِينَ بدلُوا نعْمَة الله كفرا " قَالَ: هُمْ وَاللَّهِ كُفَّارُ قُرَيْشٍ.
قَالَ عَمْرٌو: هم قُرَيْش، وَمُحَمّد نعْمَة الله: " وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار " قَالَ: النَّارُ يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: قَوْمِي الَّذِينَ هُمُ آوَوْا نَبِيَّهُمُ * وَصَدَّقُوهُ وَأَهْلُ الْأَرْضِ كُفَّارُ إِلَّا خَصَائِصَ أَقْوَامٍ هُمُ سَلَفٌ * لِلصَّالِحِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْصَارُ مُسْتَبْشِرِينَ بِقَسْمِ اللَّهِ قَوْلُهُمُ * لَمَّا أَتَاهُمْ كَرِيمُ الْأَصْلِ مُخْتَارُ أَهْلًا وَسَهْلًا فَفِي أَمْنٍ وَفِي سَعَةٍ * نِعْمَ النَّبِيُّ وَنِعْمَ الْقَسْمُ وَالْجَارُ [فَأَنْزَلُوهُ بِدَارٍ لَا يَخَافُ بِهَا * مَنْ كَانَ جارهم دَارا هِيَ الدَّار (1) ] وقاسموهم بِهَا الْأَمْوَالَ إِذْ قَدِمُوا * مُهَاجِرِينَ وَقِسْمُ الْجَاحِدِ (2) النَّارُ سِرْنَا وَسَارُوا إِلَى بَدْرٍ لِحَيْنِهِمُ * لَوْ يعلمُونَ يَقِين الْعلم مَا سَارُوا والاهم (3) بِغُرُورٍ ثُمَّ أَسْلَمَهُمْ * إِنَّ الْخَبِيثَ لِمَنْ وَالَاهُ غَرَّارُ وَقَالَ إِنِّي لَكُمْ جَارٌ فَأَوْرَدَهُمْ * شَرَّ الْمَوَارِدِ فِيهِ الْخِزْيُ وَالْعَارُ
ثُمَّ الْتَقَيْنَا فَوَلَّوْا عَنْ سَرَاتِهِمُ * مِنْ مُنْجِدِينَ وَمِنْهُمْ فِرْقَةٌ غَارُوا وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بكر وَعبد الرَّزَّاق، قَالَا: حَدثنَا إِسْرَائِيل، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقَتْلَى قِيلَ لَهُ: عَلَيْكَ الْعِيرَ لَيْسَ دونهَا شئ.
فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ وَهُوَ فِي الْوِثَاقِ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ.
قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَنْجَزَ لَكَ مَا وَعدك.
* * *
__________
(1) من ابْن هِشَام.
(2) الاصل: الْجَاهِل.
وَمَا أثْبته عَن ابْن هِشَام.
(3) ابْن هِشَام: دلاهم.
(*)

الصفحة 454