كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 2)

الباء للمجاوزة بمعنى (عن)
في أمالي الشجري 2: 270 - 271: «وتقع الباء موقع (عن) كقوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} أي عن عذاب، ومثله {فاسأل به خبيرا} أي عنه ..
وقال النابغة:
كأن رحلى وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مستأنس وحد

وفي المغني 1: 98: «قيل: تختص بالسؤال، نحو: {فاسأل به خبيرا} 25: 59 بدليل {يسألون عن أنبائكم} 33: 20 وقيل: لا تختص به بدليل قوله: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} 57: 12، {ويوم تشقق السماء بالغمام} 25: 25 وجعل الزمخشري هذه الباء للاستعانة، وتأول البصريون: {فاسأل به خبيرا} على أن الباء للسببية، وزعموا أنها لا تكون بمعنى (عن) أصلاً وفيه بعد».
1 - فاسأل به خبيرا [25: 59]
الظاهر تعلق {به} باسأل، وبقاء الباء غير متضمنة معنى (عن) و (خبيرا) من صفات الله، ويجوز أن تكون الباء بمعنى (عن) ويكون {خبيرا} ليس من صفات الله، كأنه قيل: فاسأل عن الله الخبراء به: جبريل والعلماء. وإن جعلت {به} متعلقًا بخبيرا كان المعنى: فاسأل عن الله الخبراء به.
تأويل مشكل القرآن 426، المخصص 14: 65، البحر 6: 508.
2 - ويوم تشقق السماء بالغمام [25: 25]
الباء للحال، أي متغيمة، أو باء السبب، أي بسبب طلوع الغمام منه، أو بمعنى (عن) والفرق بين باء السببية و (عن) أن انشق عن كذا: تفتح عنه،

الصفحة 17