كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم (اسم الجزء: 2)

3 - ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد [109: 3 - 5].
وقرئ في قوله تعالى: {قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس} 20: 97.
(لا مساس) وفي البحر 6: 275: «قيل: هو اسم للفعل، وأسماء الأفعال التي بهذه الزنة معارف، فلا تدخل عليها (لا) النافية للجنس. لكنه نفي الفعل، فتقديره: لا يكن منك مساس، ولا أقول: مساس، ومعناه النهي، أي لا تمسني». العكبري 2: 66.
إذا وقع الماضي لغير الدعاء بعد (لا) كررت
1 - فلا صدق ولا صلى ... [75: 31].
البحر 8: 390، العكبري 2: 146.
2 - فلا اقتحم العقبة ... [90: 11].
في البحر 8: 476: «قال الفراء والزجاج ذكر (لا) مرة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد (لا) مع الفعل الماضي حتى تعيد، كقوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى}، وإنما أفردها لدلالة آخر الكلام على معناه، فيجوز أن يكون قوله: {ثم كان من الذين آمنوا} قائما مقام التكرير، كأنه قال: فلا اقتحم العقبة ولا آمن. وقيل: هو جار مجرى الدعاء». معاني القرآن 3: 264.
وفي المغني 1: 198: «وأما قوله سبحانه {فلا اقتحم العقبة} فإن (لا) فيه مكررة في المعنى، لأن المعنى: فلا فك رقبة، ولا أطعم مسكينا، لأن ذلك تفسير للعقبة».
وفي البيان 2: 514: «أي لم يقتحم. و (لا) مع الماضي مع المستقبل، كقوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى}، أي لم يصدق، ولم يصل، كقول الشاعر:

الصفحة 553