كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

يَكوِى بها مُهَجَ النفوس كأنّما ... يسقيهمُ بالبابِليِّ المُمْقِرِ
يَكوِى بها أي يَلْذَع بها مُهَجَ النفوس. وقوله: بالبابِليّ، يقول: كأنّما سقاهم سُمَّ بابل. والمُمْقِر: المرّ. والممقِر: الصَّبِر.
من يأتِه منهم يَؤُبْ بمُرِشّةٍ ... نَجْلاءَ تُزْغِل مِثلَ عَطِّ المِستَرِ
بمُرِشّة؛ يريد بطعنة ذاتِ رَشاش، وهي الّتى ينتشِر نَضْحُها. وقوله: تُزْغِل أي تَدفَع بالدّم دَفْعة بعد دَفْعة. والمِسْتَر: الثوب يُسَتر به الإنسانُ فيَعُطُّه (¬1).
أم مَن يُطالِعه يَقُلْ لِصحابِه ... إنّ الغَريفَ تُجِنّ ذاتَ القنْطر
الغَرِيف: شجر. والقنْطِر: الداهية.

وقال أيضا
أَزُهَيرُ هل عن شَيبةٍ من مَصْرِفِ (¬2) ... أم لا خُلودَ لباذِلٍ متكلِّف
أزُهَير إنّ أخًا لنا ذا مِرّةٍ ... جَلْدَ القُوَى في كلّ ساعةِ مَحْرِفِ
ذا مِرّة، أي ذا قوّة. في كلّ ساعةِ مَحْرِف، يقول: يَحترِف ويتقلّب ويتصرّف.
فاردتُه يوما بجانِب نخلةٍ ... سبَقَ الِحمامُ به زُهَير تَلهُّفي
يقول: إنّه كان مريضا وكان يتلهّف عليه فسَبَقه به الِحمام، أي غلبه القدَر عليه. ونَخْلة (¬3): موضع.
¬__________
(¬1) يعطه: يشقه.
(¬2) روى في اللسان (مادة حرف) "من محرف" بفتح الميم وكسر الراء مكان "من مصرف" وهو بمعناه.
(¬3) نخلة الشآمية اليمانية: واديان على ليلة من مكة من بلاد هذيل قاله في التاج.

الصفحة 104