كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

بجِنّ العهد أي بحِدْثانه. يقول: سقاها الله بهذا لأنها تَثبت وتدوم. وقوله: لا يُنصِبْك، دعاء له. يقول لا تَعبَأنّ به ولا تحزن به. والحُوَّل: الكثير التحوّل.
ويُروَى المَذِق. والحُوَّل والمَذِق: الّذي في كلامه مَذَق وليس بخالص.
دَعْ عنك ذا الألْسِ ذميما إذا ... أعرَضَ واستبدَلَ فاستبدِلِ
الأَلْس: الخيانة. وقد ألَس يألِس أَلْسا. وهي المؤالسة. ويقال في الكلام: ولا مؤالسَة ولا مدالَسة، فالمدالسة أن يجيء بالشيء مظلِما. والمؤالَسة: الخيانة وقال الشاعر (¬1):
* هم السمنُ بالسَّنُّوت (¬2) لَا ألْس فيهمُ *
يقول: لا خيانة. وذميم، أي مذموم. إذا أعرض، يقول: إذا أعرض عن الودّ.
واسل عن الحبّ بمضلوعةٍ ... تابَعَها البارِى ولم يَعجَلِ
بمضلوعة، أي بقوس ضليعة، وهي الشديدة (¬3). وقوله: تابعها، أي تتَبَّع ما فيها.
وباريها هو الذي جعلها مطرورةً متتابعةَ العمل. ولم يعجل فيها، قام عليها قياما حسنا.
ويروى "بمبضوعة" أي بمقطوعة من شجرتها؛ وهذه الرواية أجوَد عند أبي العباس.
كالوقفِ لا وَقْرٌ (¬4) بها هَزْمُها ... بالشِّرْع كالخَشْرَم ذي الأزْمَلِ
¬__________
(¬1) الشاعر هو الحصين بن القعقاع، كما في اللسان (مادّة سنت).
(¬2) السنوت: العسل. وفي رواية "بينهم" مكان "فيهم".
(¬3) فسر في اللسان
(مادة ضلع) القوس المضلوعة بأنها التي في عودها عطف وتقويم وقد شاكل سائرها كبدها؛ وأنشد بيت المنتخل هذا.
(¬4) الوقر: الصدع والثلم.

الصفحة 11