كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

وقال أبو خراش أيضًا
يذكر فرّة فرّها من فائد وأصحابِه الخُزاعيِّين، وكان مِن حديث أبي خِراش أنه خرج بزوجة (¬1) أبيه مُرّة "وكان مُرّة خلَف بعد لُبْنَى أمِّ أبى خراش وإخوته السبعة عليها" (¬2)، وأنّ أبا خراش أَتى بها مكّة وأمرها أن تقضِى ما أرادت من نُسُكٍ أو غيرِه، وقعد لها بالأخشَب (¬3)، وقال لها: احذرِى أن يعرِفك أحد، فإنّ بهذا البلد قوما قد وترتهم من بنى كعب بنِ خزاعة، فلقِيها فائد فعرفها، وقال لها: كم معكِ من بنِيكِ؟ فإنّى رجل من عشيرتِكِ أحدِ بنى سَهْم، فإنّ بهذه القرية قوما قد وتَرَهُم أبو خِراش، فاقعدى وأخبِرينى بحوائجكِ، فأقعدها واشترى لها حوائجها، وقال لها: أيُّ بنيكِ معك؟ قالت: أبو خِراش. قال: فامضى ولا تخبِرى أحدا سواى خبرى. قال: وتقدّم فائد لأبي خِراش حتى قعد له بالطريق، ورجعت المرأةُ إلى أبى خِراش، فقال لها: مَن لقِيَكِ؟ ومن رأيتِ؟ قالت: رأيت رجلاً من بنى سَهْم، وكان أحرصَ على أن أخفِىَ أمرى منك، فنعته لها أبو خِراش، فقالت:
¬__________
(¬1) فى الأغانى ج 21 ص 55 طبع بولاق أن التي كانت مع أبى خراش هي زوجته أم خراش.
(¬2) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين فى كلتا النسخين؛ والمعنى أن مرة كان قد تزوّج هذه الزوجة بعد لبنى أم أبي خراش. والذي فى الأغانى ج 21 ص 61 أن إخوة أبى خراش، كانوا عشرة وهم: أبو خراش وأبو جندب وعروة والأبح والأسود وأبو الأسود وعمرو وزهير وجناد وسفيان، وكانوا جميعاً شعراء دهاة سراعا لا يدركون عدوا ... الخ.
(¬3) الأخشب: واحد الأخشبين، وهما جبلان يضافان تارة إلى مكّة وتارة إلى منى؛ أحدهما أبو قبيس، والآخر قعيقعان. وقال ابن وهب: الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى.

الصفحة 142