يَطيحُ إذا الشَّعْراء صاتت بجَنْبِه ... كما طاح قِدْحُ المستفيضِ الموشَّمُ
يطيح: يُشرِف (¬1). والشَّعْراء: ذُباب يَلسَع. وصاتت هاهنا أصاتت، وليس بمعروف (¬2). ويروى أيضاً: "إذا الشَّعْراء طافت بجَنبِه" والمعنى دَنَت، وهو أحسن فى هذا. والمستفيض: الّذي يُفِيض بالقِداح يَضرِب بها. والموشَّم: قِدْح فيه علامات.
كأنّ المُلاء المَحْضَ خَلْفَ ذِراعِه ... صُراحِيُّهُ والآخِنِىُّ المتحَّمُ
ويروى المخذَّم، وهو المقطَّع المشقَّق. قال: والمحض الخالص الأبيض. وصُراحِيّه: أبيضه. والآخِنىّ: ثياب كتان، وهي رديئة دون الجيدة (¬3). والأَتحمِىّ: بُرودٌ يَمانيّة فيها خطوط خُضر وحُمر.
تراه وقد فات الرُّماةَ كأنّه ... أمامَ الكِلاب مُصْغى (¬4) الخدِّ أَصْلَمُ
قال: نصب "مصغِىَ" على الحال. وقوله: أصلم، يقول: كأنّه من شدّة ما صَرَّ أذنيه (¬5) أصلم. مُصغ: من شِدّة العَدْو.
¬__________
(¬1) لعله "يسرع" إذا لم نجد الطوح والطيح بمعنى الإشراف، وإنما يكون بمعنى الذهاب فى الأرض أو الإشراف على الهلاك.
(¬2) فى كتب اللغة أن صات وأصات كلاهما بمعنى واحد أي صوّت. فقوله هنا: "وليس بمعروف" غير ظاهر.
(¬3) فى اللسان أن الآخنى ثياب مخططة. وقبل: الآخنى ثياب سود لينة يلبسها النصارى.
(¬4) أصغى خدّه، أي أماله للاستماع.
(¬5) صر أذنيه، أي سوّاهما ونصبهما للاستماع. وأصلم: مستأصل الأذن.