كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

عليه. فقيل: حَجَر الشَّغْرَى لضربٍ من الكُفْر، لأنّهم يَشغَرون عليه. وفائد: رجل من خُزاعة كان طرد أبا خِراش، وقد فرغْنا من قصّته.
تقول ابنتى لمّا رأتنى عشيّةً ... سلِمتَ وما إن كِدتَ بالأمس تَسلَمُ
ولولا دِراكُ (¬1) الشَّدِّ قَاظْت حَليلتِى ... تَخيّرُ من خُطّابها وهي أَيِّمُ
دِراك الشدّ: مُدارَكته، وهي سرعتُه. قاظت: أتت عليها قَيْظة أي صَيْفة.
فتَقعُد أو تَرضَى مكانى خليفةً ... وكاد خِراشُ يومَ ذلك يَيْتَمُ
* * *

وقال أبو خِراش فى قتلُ زهير بن العَجْوة أخى بنى عمرو بنِ الحارث
وكان قتلَه جميلُ بنُ مَعَمر بنِ حبيب بنِ حُذافة (¬2) بن جُمَح بن عمرو بن هُصَيص يوم حُنين، وجده مربوطا فى أُناس أخذهم أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فضرب عنقه (¬3)، وكان زهير خرج يطلب الغنائم، فقال أبو خراش يرثيه:
فَجَّعَ أضيافى جَميلُ بنُ مَعمَرٍ ... بذى فَجَرٍ تأوِى إليه الأَرامِلُ
ويروى: فَجّع أصحابي. بذى فَجرٍ: بذى معروف.
¬__________
(¬1) ورد فى الأغانى قبل هذا البيت قوله:
فقلت وقد جاوزت صارى عشية ... أجاوزت أولى القوم أم أنا أحلم
(¬2) فى الأغانى ج 21 ص 58 "ابن وهب" قبل قوله: "ابن حذافة".
(¬3) زاد فى الأغانى قبل هذه العبارة قوله: وكانت بينهما إحبة فى الجاهلية.

الصفحة 148