* وليس لمَيْتٍ هالكٍ بوَصِيلِ (¬1) *
يدعو له بالبقاء أي لا جُعلتَ بمتّصِلٍ إلى الموتى.
أَوْدَى إذا انبتّتْ قُواه فلمْ ... يَرْكَب إذا ساروا ولم ينَزِل
أودى: مات. إذا انبتّت قُواه، إذا انقطعتْ أسبابه.
(وقال أيضا)
لا دَرَّ دَرِّيَ إن أَطعمتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعندى البُرُّ مكنوزُ
يقول: لا رُزقتُ الدَّرَّ، كأنه قال ذلك لنفسه كالهازئ. وقِرْف كلِّ شيء ما قُرِف يعني قِشَره. والذي يُقلعَ عنه يؤكل. والحَتيُّ: المُقْل (¬2)، وهو الدَّوْم.
لو أنه جاءني جَوْعانُ مهتلكٌ ... من بُؤَّس الناسِ عنه الخيرُ محجوزُ
ويروى: "عنه الخيرُ تعجيز" قوله: مهتلِك أي يهتلك على الشيء لا يتمالك دونَه (¬3)؛ وتعجيز: تقصير. ومحجوز: حُجِز عنه، وسمعتُ "مِن جُوَّع الناسِ"، حِيل بينه وبينه فلا يَقدِر عليه. والرواية محجوز.
أَعيَا وقَصَّر لمّا فاته نِعَمٌ ... يبادر الليلَ بالعَلياء مَحْفوزُ
¬__________
(¬1) هذا عجز بيت للغنوي، وصدره:
* كملقى عقال أو كمهلك سالم *
ويروى "ولست" مكان قوله: "وليس" كما يروى "وليس لحي هالك" الخ.
(¬2) فسر في اللسان الحتي بأنه سويق المقل؛ وقيل رديئه؛ وقيل يابسة.
(¬3) فسر في اللسان (مادة هلك) المهتلك بأنه الذي لا هم له إلا أن يتضيفه الناس؛ يظل نهاره، فإذا جاء الليل أسرع إلى من يكفله خوف الهلاك لا يتمالك دونه.