كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

* وليس لمَيْتٍ هالكٍ بوَصِيلِ (¬1) *
يدعو له بالبقاء أي لا جُعلتَ بمتّصِلٍ إلى الموتى.
أَوْدَى إذا انبتّتْ قُواه فلمْ ... يَرْكَب إذا ساروا ولم ينَزِل
أودى: مات. إذا انبتّت قُواه، إذا انقطعتْ أسبابه.
(وقال أيضا)
لا دَرَّ دَرِّيَ إن أَطعمتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعندى البُرُّ مكنوزُ
يقول: لا رُزقتُ الدَّرَّ، كأنه قال ذلك لنفسه كالهازئ. وقِرْف كلِّ شيء ما قُرِف يعني قِشَره. والذي يُقلعَ عنه يؤكل. والحَتيُّ: المُقْل (¬2)، وهو الدَّوْم.
لو أنه جاءني جَوْعانُ مهتلكٌ ... من بُؤَّس الناسِ عنه الخيرُ محجوزُ
ويروى: "عنه الخيرُ تعجيز" قوله: مهتلِك أي يهتلك على الشيء لا يتمالك دونَه (¬3)؛ وتعجيز: تقصير. ومحجوز: حُجِز عنه، وسمعتُ "مِن جُوَّع الناسِ"، حِيل بينه وبينه فلا يَقدِر عليه. والرواية محجوز.
أَعيَا وقَصَّر لمّا فاته نِعَمٌ ... يبادر الليلَ بالعَلياء مَحْفوزُ
¬__________
(¬1) هذا عجز بيت للغنوي، وصدره:
* كملقى عقال أو كمهلك سالم *
ويروى "ولست" مكان قوله: "وليس" كما يروى "وليس لحي هالك" الخ.
(¬2) فسر في اللسان الحتي بأنه سويق المقل؛ وقيل رديئه؛ وقيل يابسة.
(¬3) فسر في اللسان (مادة هلك) المهتلك بأنه الذي لا هم له إلا أن يتضيفه الناس؛ يظل نهاره، فإذا جاء الليل أسرع إلى من يكفله خوف الهلاك لا يتمالك دونه.

الصفحة 15