كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

أَشمَّ كنَصْلِ السيفِ يرتاح للندَى ... بعيدا من الآفاتِ والخُلُقِ الوَخْم
قوله: يرتاح للندى: يخِفّ للندى.
جمعتَ أمورا يُنفِذ المَرَّ بعضُها ... من الحِلْم والمعروفِ والحَسَبِ الضَّخْم
المَرَّ: لغتهم، يريد المرءَ يا هذا. يقول: بعض هذه الأمور التي فيك تجعل المرء نافذا، فكيف كلّها، فقد اجتمعت فيك.
أتته المنايا وهو غَضٌّ شَبابُه ... وما لِلمنايا عن حِمَى النَّفسِ مِن عَزْمِ (¬1)
وكلّ امرئ يوما إلى الموت صائر ... قضاءً إذا ما حان يؤخذ بالكَظْم (¬2)
وما أحد حىٌّ تأخّرَ يَومُه ... بأخلدَ ممّن صار قبَل إلى الرَّجْمِ
الرجم (¬3): القبر.
سيأتي على الباقِين يومٌ كما أتى ... على من مضى حتمٌ عليه من الحَتْمِ
فلستُ بناسِيه وإن طال عهدُه ... وما بعدَه للعيشِ عِندِىَ من طعمِ
¬__________
(¬1) العزم هنا بمعنى الصبر، قاله البغدادى فى الخزانة ج 2 ص 319.
(¬2) الكظم: "الحلق" وقيل "الفم" وأصله بفتحتين وسكَن ثانيه ضرورة قاله البغدادى فى الخزانة ج 2 ص 319 وفسر الكظم بالتحريك فى اللسان بأنه مخرج النفس بفتح الفاء، وأنشد بيت أبى خراش هذا وروايته "إلى الله" مكان قوله: "إلى الموت"، و"إذا ما كان" مكان قوله: "إذا ما حان".
(¬3) أصله الرجم بفتح الجيم، وسكن ضرورة، انظر خزانة الأدب للبغدادي.

الصفحة 153