كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

يقول: لو رأيتِ خالدا والطير تأكله لاستخففتِ بهلاكِ البَكْر والناب.
قوله: "لقد وقعنَ على لحم" كان (¬1) ممنَّعا.
كُلِيه ورَبِّى لا تجيئين مِثلَه ... غداةَ أصابتْه المنيّةُ بالرَّدْمِ
يريد لا تجيئين إلى مِثلِه. والرَّدْم: موضع.
فلا وأبِى لا تأكل الطيرُ مِثلَه ... طويلَ النِّجاد غيرَ هارٍ ولا هَشْم
قوله: غير هارٍ، أي غير ضعيف. وهشم: مِثل ذلك. هارٍ، أراد هائرا أي ضعيفا.
* * *

وقال أبو خراش أيضا
ما لِدُبَيّةَ منذ العامِ لم أرَهُ ... وَسْطَ الشُّروبِ ولم يُلْمِمْ ولمَ يَطِفِ (¬2)
دُبَيّة: كان سادِنا لبعض الأصنام (¬3)، فضرب خالد بن الوليد عنقَه. طاف الخيالُ طَيْفا.
¬__________
(¬1) يشير الشارح بهذا إلى أن قوله "لحم" فى البيت مقدّر الصفة، ولهذا نكر. وفي تفسير آخر لحم أيّ لحم ذكره صاحب خزانة الأدب ج 2 ص 316
(¬2) الأصمعى يقول: طاف الخيال يطيف. وقال غيره: يطوف. وفي الأغانى ج 21 ترجمة أبى خراش "منذ اليوم".
(¬3) قد سبق أن دبية السلمى هذا كان سادنا لعزىّ غطفان وكانت ببطن نخلة، وقد هدّمها خالد بن الوليد.

الصفحة 155