كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

قال: يقول: كان مع نِعَم ففاتتْه وأَعيا عنها. ويُحفَز: يُدْفَع من خَلْفِه؛ وكل مكان مرتفِع عَلْياء.
حتّى يجئَ وجِنُّ (¬1) الليل يوغِلُه ... والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلين مَرْكوزُ
يُوغله: يُدخله ويُقْدِمه إلى الناس. يقول: يُوغِله إليهم؛ ويقال: أَوْغَل في الأرض إذا أَبعَد. وجِنُّ الليل وجِنّانُه: ما أَلبَسَك (¬2) منه، وهو معظمه. ووَضَح الرجلين: بياضهما من أسفلهما.
قَد حال دون دَرِيسَيه (¬3) مؤوِّبةٌ ... نِسْعٌ لها بعِضاه الأرضِ تهزيزُ
مؤوِّبة: ريح جاءت مع الليل. ونِسْع ومِسْع: اسم من أسماء الشِّمال.
والعِضاه: كلّ شجر له شوك.
كأنّما بين لحَييه ولَبَّتِه ... مِن جُلْبة الجوع جيّارٌ وإِرزِيزُ
قال: يقال أصاب الناسَ جُلْبة أي أزمة. والجُلْبة: السنة الجَدِيبة. والجيّار: حَرٌّ يَخرج من الجوف. قال أبو سعيد: وأراد بجيّار جائرا، ولكنّه حوّل الهمزة؛ ويقال: إن للسّم جائرا أي حرارة في الجوف؛ وأنشد لوَعْلة الجَرْميّ:
* ينازِعني من ثُغْرة النحرِ جائرُ *
وهو حَرّ ووَهَج في صدره من الجوع والجَهد. والإرزيز: الشيء يغمِزه (¬4).
¬__________
(¬1) في رواية: "وجنح الليل" انظر اللسان (مادة جنن).
(¬2) الذي في اللسان (مادة جن) في تفسير جن الليل أنه شدّة ظلامه وادلهمامه.
(¬3) الدريس: الثوب الخلق. انظر اللسان (مادة درس).
(¬4) ذكر في اللسان (مادة رزز) في تفسير الإرزيز أنه الرعدة، وأنشد بيت المتنخل هذا. وذكر في (مادة جلب) أن الإرزيز في هذا البيت معناه الطعنة. كما نقل عن ابن برى في هذه المادة أيضا أنه الرعدة.

الصفحة 16