كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

يغضّ، يعنى الحمار يكفّ بعض جَريِه. وَيغضِفن، يعنى الأُتُن. وقال: الغَضْف: الكفّ (¬1). وقال: يَغضِفن من رَيِّقٍ، يعنى من أوّل جريهنّ. كشُؤبوب، وهي سحابة رقيقة قليلة العرْض، شديدة وقع المطر، وأراد حَدّه.
إذا ما انتَحَين ذَنوبَ الحِضا ... رِجاشَ خَسيفٌ فَريغُ السِّجالِ
انتحين: تحرّفن له. وساجَلْن فى العَدْوِ، [هذا] (¬2) يَغرِف ذَنوبا (¬3) والآخر يغرِف ذَنوبا. وجاشَ خسيفُ أي فار عليهنّ بحرٌ من عَدْوِه، يقال: بئرٌ خَسِيفٌ إذا كثر ماؤها. ويقال: دابّة فَرِيغ، واسع العَدْو.
يُحامِى الحَقِيق إذا ما احتَدَمْـ ... ــــن حَمحَم فى كَوثرٍ كالجِلالِ (¬4)
يقول: هو من الحمير يَحمِى حقيقتَه وهو ما يحقّ عليه أن يحميه. واحتدمن: اشتدّ عَدوُهنّ. والاحتدام: شدّة غَلَيان القِدْر. وحَمحَم فى كوثر: غبارٍ كثير. والِجلال: جمع جلّ (¬5)، أي قد ركِبها الغبار.
¬__________
(¬1) لم نجد الغضف بمعنى الكف فيما راجعناه من كتب اللغة. والذى فى شرح السكرى فى شرح قوله: "ويغضفن" ما نصه: "وهن يغضفن غضفا" يريد الأتن يأخذن أخذا من الجرى بغير حساب وكذلك فى القاموس. (مادة غضف).
(¬2) هذه الكلمة أو ما يفيد معناها ساقطة من الأصل. والسياق يقتضى إثباتها.
(¬3) الذنوب: الداو وأراد به هنا النصيب من العدو.
(¬4) ورد هذا البيت فى اللسان (مادة كثر) ورواه "وحمحمن" بإسناد الفعل إلى الأتن، وزيادة واو العطف.
(¬5) ذكر السكرى أنه شبه الغبار بجلال الدواب. وجلال كل شيء غطاؤه، جمع جل بفتح الجيم وضمها وتشديد اللام.

الصفحة 181