كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

أراد قطّع ألواذَ داوِيّة وألواذَ ليلٍ. أفانِينه: نواحيه. صَراصِر (¬1)، يقول: كأنّ الليل من هذه الإبل الصرصرانيّات، وهي المولَّدات النَّبَطِيّات. دُهْم أي فوقهنّ أخبِيةٌ سود.
وأضحَى شَفيفًا (¬2) بقَرْن الفَلا ... ةِ جَذْلانَ يأمَنُ أهلَ النِّبالِ
أي هو فرِح لأنّه بقرن الفلاة، وهو أعلاها وأبعدها من الصائد.
فإن يَلقَ خيلا فمستضلِعٌ ... تَزَحزحَ عن مُشَرعاتِ العَوالِي
يقول: إنْ لقِي الحمارُ الخيلَ قوِيَ بها، أي انتَحى (¬3) حين أشرعت الرماح.
أشبِّه راحلتي ما تَرَى ... جَوادا ليُسمَع فيها مقالي (¬4)
وأنجو بها عن دِيار الهوا ... نِ غير انتحالِ الذليلِ المُوالي
المُوالِي: من الموالاة (¬5)، أي ليس كما ينتحِل الذليل الموالي، أي أنّي لا أقول ذلك انتحالا. وأنجو بها: بناقته.
¬__________
(¬1) الصراصر: والصرصرانيات جمع الصرصراني. والصرصرانيات: الإبل بين البخاتي والعراب.
(¬2) قال السكري في تفسير قوله: "شفيفا" قد شفه ما لقى.
(¬3) في الأصل: "صحا"؛ وهو تحريف.
(¬4) قال السكري في شرح هذا البيت ما نصه: جواد: سريعة. قال: جوادا يعني الحمار. وقوله: "ليسمع" أي ليحفظ اهـ.
(¬5) قال السكري في شرح هذا البيت ما نصه: الموالي: من الموالاة، وهو أن يقول أنا مولى فلان فيقال له: ليس كما تقول" الخ.

الصفحة 189