كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

والنَّهَل: الشربة الأولى، والعَلَل: الشربة الثانية، فيقول: هذا المِعصَم لم يُوشَم وَشْما مُخْمَلا. ومستشاط: اُستُشِيط، أي صار في النواشر رفسا (¬1) كأنه غَضِبَ وحَمِيَ وهذا مَثَل، أي حُمِل على أن يستشيط، ويقال: ناقة مستشاطة إذا كانت سريعةَ السِّمَن.
وما أنت الغداةَ وذكرُ سَلْمَى ... وأضحى الرأسُ منك إلى اشمِطاط
كأنّ على مَفارِقِه نَسِيلًا ... مِن الكتّان يُنزَع بالمشاط
من الكتّان، يقول: مِثلَ ما يُسرَّح من الكتّان. يَنسِل منه أي يَخرج، وإنما أراد بياضا إلى صُفْرة.
فإِما تُعرِضينَ أُمَيْمَ عَنّي ... ويَنزِعُكِ الوُشاةُ أُولو النِّباطِ
يَنْزِعُك: يَوَدُّونَكِ ويُقَرِّضُونِك (¬2). والنِّباط (¬3): الّذين يسَتنبِطون الأخبار ويستخرِجونها.
فحُورٍ قد لهوتُ بهنّ وَحْدِي ... نَواعمَ في المُروطِ وفي الرِّياطِ
ويروى "لَهَوْتُ بهِنّ عينٍ" الحُورُ: الشديدة بياض الحَدَقة الشديدةُ سوادِها. والعِين: البقر الضخام (¬4). قال: وإنّما شَبَّه البقر (¬5) بالنساء.
¬__________
(¬1) كذا ورد هذا اللفظ في كلا الأصلين؛ ولعله تصحيف صوابه "رقشا".
(¬2) يقرّضونك، أي يمدحونك.
(¬3) صوابه "وأولو النباط الذين" الخ إذ النباط جمع نبط بالتحريك وهو أوّل ما يظهر من ماء البئر.
(¬4) كذا ورد هذا التفسير في الأصل. وفي كتب اللغة أن العين جمع عيناء وأعين، وهو من العين بالتحريك، وهو ضخامة العين وسعتها. ومنه قيل لبقر الوحش عين صفة غالبة.
(¬5) يلاحظ أن في هذه العبارة تقديما وتأخيرا؛ والصواب "وإنما شبه النساء بالبقر".

الصفحة 19