وقال أميّة بن أبي عائذ أيضا
تمدّحتَ ليلَى فامتْدِح أمَّ نافعٍ ... بعاقبةٍ (¬1) مثل الحَبِير المُسلْسَلِ
بعاقبة، أي في عقب الأمر. والحَبير: ثياب الِحبَر، أراد امتداحها مدحا حسنا.
فلو غيرَها من وُلْدِ عمرٍو وكاهِلٍ ... مدحتَ بقولٍ صالحٍ لم تُفَيَّلِ
يقال: رجل فائل الرأيِ أي ضعيفه.
ألا ليت ليلَى سايرتْ أمَّ نافعٍ ... بوادٍ تَهامٍ (¬2) يومَ صَيْفٍ ومَحفِلِ
يقول: ليتها سايرتْ أمَّ نافع حتى تفضَحَها في المَحفِل وهو الجماعة.
وكِلتاهما ممّا عدا قبلُ أهلُها ... على خير ما ساقوا ورَدُّوا لمَزْحَلِ
قوله: على خير ما ساقوا ورَدُّوا لمَزْحَل، أي على خير ماشِيَتهم التي ساقوا، يقال: هو يسوق مالا (¬3) إذا كان يسوق رعيته. ورَدُّوا لِمَزْحَل، أي رَدّوها من الكَلَاء لتُركَب.
فذلك يومٌ لن تَرَى أمّ نافعٍ ... على مُثْفَرٍ (¬4) من وُلدْ صَعْدةَ قَنْدَلِ
¬__________
(¬1) في شرح السكري ص 205 طبع أوربا "بقافية" وروى فيه أيضاً "بفاخرة" كما رويت فيه رواية الأصل، وذكر ما قاله الشارح هنا في شرح قوله "بعاقبة" وقال: أراد فامتدحها بمثل وشي الحبر. والمسلسل: وشى مثل السلاسل الخ.
(¬2) تهام، أي تهامى إذا فتحت تاء تهام لم تشدد الياء، وإذا كسرتها شدّدت ياء النسبة.
(¬3) في السكري: "مالاً عظيما".
(¬4) مثفر، من أثفر الدابة، أي شدها بالثفر بالتحريك، وهو السير الذي يكون في مؤخر السرج أو البرذعة. ويجعل تحت ذنب الدابة.