كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

وقال أسامة بن الحارث (¬1)
ما أنا والسَّيْرَ في مَتْلَفٍ ... يعبِّر بالذَّكَر الضّابِط
يعبِّر بالذَّكَر أي يحمله على (¬2) ما يَكره، والضابط: يعني البعيرَ العظيم (¬3). يقول: ما أنا وذا، أي لستُ أبالي السيرَ في مهلَكة.
وبالبُزْل (¬4) قد دَمَّها نَيُّها ... وذاتِ المُدارأة العائطِ
قد دمَّها نَيُّها، أي طلاها شحمُها. وذات المُداراة: يعني الناقةَ التي بها اعتراض وشدّةُ نَفس. والعائط: التي قد اعتاط رَحِمُها فلم تَحمِل، وهو أقوى لها.
وما يتوقَّين مِن حرَّةٍ ... وما يتجاوزن مِن غائطِ
حرّة: حجارة غليظة. غائطِ: مطمئنٌّ من الأرض.
وِمن أَيْنِها بعد إبدانِها ... ومن شَحْمِ أَثباجِها الهابطِ
الأَيْن: الإعياء. وإبدانها، يقول: أبدنها الربيعُ والعُشْب. والأَثباج: الأوساط. هابِط: كان في الأسنِمة فهبط.
تَصيحُ جَنادِبُه رُكَّدًا ... صِياحَ المَساميرِ في الواسِطِ
¬__________
(¬1) أسامة بن الحارث الهذلي لم نقف على ترجمة وافية له فيما لدينا من المظانّ، وقد أورد عنه ابن قتيبة في الشعر والشعراء ص 419 ما نصه: مالك بن الحارث الهذلي وأخوه أسامة. ومالك الذي يقول:
فلست بمقصر ما ساف مالي ... ولو عرضت للبتي الرماح
(¬2) في كتب اللغة أنه يقال: عبر به الأمر إذا اشتدّ عليه.
(¬3) الذي في كتب اللغة أن الضابط هو القوي على عمله والشديد.
(¬4) وبالبزل، أي ويعبر هذا المتلف بالبزل، أي يشق عليها ويشتد.

الصفحة 195