يقول هذه الناقة كأنها حمار يقاتل عن طُرّتيه أي عن جنبيه الذباب إذا أكله. والأصحم: الاسم من الصُّحْمة، وهي سواد في صُفرة.
أَقَبَّ طريدٍ بنُزْهِ الفلا ... ةِ لا يَرِد الماءَ إلاَّ انتِيابا
أقب: ضامر. طريد: طردتْه الخيل. بنُزه الفلاة، أي بعيد من الناس (¬1)، يريد أنه ينتاب الماءَ في الأيام لا كلّ يوم.
إذا الخِمْس (¬2) تمّ له في اللِّفا (¬3) ... ظِ أَحدَثَ وِرْدًا له واقترابا
اللِّفاظ: البقل. وقوله؛ أحدَثَ وِرْدا له واقترابا، أي وِرْد الماءِ.
إذا القَطر أَخلَفَ أوطانَه ... وماءُ الرُّزونِ يَشيم الذِّهابا
أوطان هذا الحمار أخلَفَها الماء من الرُّزون، فجعل يَشيم السحاب، ينظر أين يقع. الرُّزون: الواحد رَزْن، وهو موضع يمسك الماء. والذِّهاب: المطر (¬4).
شَنُونٌ إذا رِيعَ من فارسٍ ... يُواثِب قَبْل العوالي وِثابا
¬__________
(¬1) أورد في اللسان (مادة نزه) هذا البيت، وقال في تفسير نزه الفلاة: إنه ما تباعد من الفلاة عن المياه والأرياف.
(¬2) الخمس: شرب الإبل يوم الرابع من يوم صدرت، لأنهم يحبسون يوم الصدر فيه. (اللسان مادة خمس).
(¬3) هكذا فسر الشارح اللفاظ بالبقل وضبطه بشم اللام المشددة، والذي وجدناه في كتب اللغة أن اللفاظ بهذا الضبط هو ما طرح به. وأنشد الجوهري لامرئ القيس يصف حمارا:
يوارد مجهولات كل خميلة ... يمج لفاظ البقل في كل مشرب
أما مجيئه بمعنى البقل كما في القاموس وشرحه فهو اللفاظ بكسر اللام المشددة.
(¬4) الواحد ذهبة بكسر الذال وسكون الهاء، وهي المطرة.