كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

وليّن ولَيْن، يثقَّل هذا ويخفَّف. وقوله: إلا دِمَنَ المنزل. يقول: إلا أنّ الدِّمْنة بقيتْ. والدِّمْنة: آثار الناس وما سَوَّدوا (¬1) بالرَّماد وغيرِ ذلك، فيقول: بقى آثارُ البول والبعر، وهي الدِّمَن؛ يقول: قد عفَت الريحُ آثارَ الناس وبقيتْ دِمَن المنزل.
فانْهَلَّ بالدمع شؤونى كأنّ ... الدمع يَسْتبدر من مُنْخُل
يقال: إنّ معظم الدمع يجري من شؤون الرأس حتى يسيل من العينين، وهو (¬2) التلاؤم الذي بين العظام. وانهلّ: سال وانصبّ. ويَستبدر: يخرج من مُنخُل من سرعته.
أو شَنّةٍ يَنفَح من قَعرِها ... عَطٌّ بكفَّي عَجِلٍ مُنْهِلِ
شَنّة: قِرْبة انشقّت. يَنفَح، يَنفَح الماءُ، والنَّفْح ليس بسَيَلان، ولكنّه مِثل نفحة السيف. ومنه قولهم: طعنةٌ نَفوح، تَدفع بالدم دَفعا، يَخرج كأنه ضَرْب خفيف؛ ويقال للشاة إذا مشت فخرج اللّبن من ضَرْعها: نَفوح. وإذا أخلق الجِلدُ قيل: صار شَنّة. وعَطٌّ: شَقٌّ. من قعرها، يقول: من أسفلها.
ومُنهِل: مُعطِش، أي إبِله عِطاش، أو يبادِر قوما عِطاشا.
تَعنُو بمَخْروتٍ له ناضحٌ (¬3) ... ذو رَيِّقٍ يَغذو وذو شَلشَلِ
¬__________
(¬1) في ب "وما سوّد".
(¬2) وهو أي الشأن.
(¬3) في رواية "له قاطر" مكان قوله: "له ناضح". وفي رواية "ذو رونق"، مكان قوله: "ذو رّيق" اللسان (مادة عنا).

الصفحة 2