كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

لَهَوْتُ بهنّ إذ مَلَقِى مَليحٌ ... وإذ أنا في المَخيلة والشَّطاطِ
مَلَقِى: لِين كلامي، وهو التملّق. وشَطاطُه: طوله قبل أن يَكبَر فيتقبَّضَ جلْدُه ويَحْدَوْدِبَ ظهرُه، ويدنوَ بعضُه من بعض. والشَّطاط: حُسن القوام. والمَخيلة: الخُيَلاء.
أَبِيتُ على مَعارىَ فاخِراتٍ ... بهنّ مُلوَّبٌ كدَم العِباطِ
يقول: أَبِيتُ أتعلَّل بمَعارِيها، والواحدُ مَعْرَى (¬1)، وهو مِثلُ قولك: بتّ ليلتِي في اللهو، تريد على اللهو. والملوَّب. . . . . المَلاب (¬2). والعِباط: جماعةُ العَبيط، والعَبِيط: ما ذُبح أو نُحِر من غير مَرَض فدُمه صافٍ، وأنشد لأبي ذؤيب:
فتَخالَسَا نَفْسَيْهِما بنوافِذٍ ... كنوافِذِ العُبُطِ الّتي لا تُرقَعُ
وأنشد:
من لم يمت عَبْطًا يمتْ هَرَما ... الموت كأسٌ والمرء ذائقُها
يقال لهنّ من كَرَمٍ وحُسْنٍ ... ظباءُ تَبالةَ (¬3) الأُدْمُ العَواطِي
العَواطي: اللّواتي يتناولن أطرافَ الشّجر، والواحدة عاطية، ومِن هذا قولهم: هو يَتعاطى كذا وكذا أي يتناول.
¬__________
(¬1) فسر في اللسان (مادة عرى) المعارى هنا بأنها الفرش، وقيل: أجزاء الجسم، وقيل: ما لا بدّ للمرأة من كشفه كاليدين والرجلين والوجه. وفي اللسان "واضحات" مكان قوله "فاخرات".
(¬2) صوابه: "الملطخ بالملاب" ففي العبارة نقص. والملاب من ضروب الطيب كالخلوق.
(¬3) تبالة: بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن.

الصفحة 20