يَظَلّ مُحَمَّ الهمِّ يَقسِم أمرَه ... بتَكْلِفةٍ هل آخِر اليوِم آئدُ
يَظلّ هذا الفحلُ مُحَمّ الهمّ، يأخذه مِثلُ (¬1) الزَّمَع، يقال: أحمني هذا الأمر وأهمّنى سواء. بتَكْلِفة: شيء لا يُجدى. يَقِسم أمرَه: ينظر أين يأخذ. وقوله: هل آخر اليوم آئِد، ينظر هل بَقي من الفيءِ شيء، هل ينقلب الظل فيستريح بمجيءِ الليل. قال الأصمعي:
حُذاميّةٌ آدت لها عَجْوة القِرَى ... فتأكل بالمأقوط حَيْسا (¬2) مجعَّدا
المأقوط: السَّوِيق المخلوط بالأقِط (¬3).
بقادِمَ عَصْرٍ أُذهِلتْ عن قِرانها ... مراضِعُها والفاصلاتُ الجَدائدُ
بقادمِ عصرٍ، أي بأوّل الزمن، أذهِلتْ عن قِرانها، الواحد (¬4) قَرِين. والمَراضِع: التي تُرِضع. والفاصِلات: التي ذهبت ألبانُها أي أذهَلَها الرّماة عما كانت تُقارن. والجَدَائد: التي لا لبن لها.
إذا نضَحَتْ (¬5) بالماءَ وازداد فورُها .. نَجا وهو مَكدودٌ من الغمّ ناجدُ
¬__________
(¬1) الزمع: الدهش بفتحتين.
(¬2) الحيس: الأقط يخلط بالتمر والسمن.
(¬3) الأنط: شيء يتخذ من اللبن المخيض يطبخ ثم يترك حتى يمصل.
(¬4) لم نجد قرانا جمع قرين فما لدينا من كتب اللغة. والذي نستظهره أنه جمع قياسيّ كسمين وسمان وكريم وكرام وعظيم وعظام وكبير وكبار.
(¬5) رواية اللسان (مادة نجد):
إذا نضخت بالماء وازداد فورها ... نجا وهو مكروب من الهم ناجد
وجاء فيه أيضا أن النضح والنضخ بمعنى واحد.