وقال ساعدة بين جُؤيّة
قال في الأُمّ (¬1): هذا من غير رواية أبى سعيد جعلناه في هذا الموضع (¬2):
يا نُعْمَ إني وأيديهمْ وما نَحَروا ... بالخَيْفِ حيث يَسُحّ الدافِقُ المُهَجا
وأيديهم: موضعه خَفْض؛ لأنّه يمين. والْخَيْف: خيْف مِنًى. والْخَيف أصله ما سفل عن حُجْزة الجبل وارتفع عن مسيل الوادي. وقوله: يسحّ: يصبّ والدافق: الناحر. والمُهَج: خالص الأنفُس.
إنِّي لأهواكِ حقّا (¬3) غيرَ ما كَذِبٍ ... ولو نَأَيتِ سِوانا في النَّوَى حِجَجا
نأيتِ سوانا، أي عند غيرنا. والنَّوَى: النيّة، وهو الوجه الذي تريده.
حُبَّ الضَّرِيكِ تِلادَ المالِ زَرَّمَه ... فقرٌ ولم يتّخذْ في الناس مُلتَحَجا
الضريك: الفقير. زرّمه فقرُه، أي أفقره وقطع عنه الخَير، ومنه أَزرمتُ بولَه أي قطعتُ عليه بولَه. والملتحَجُ والمَلْجأ والعُصْرَةُ والعَصْرَ والمعتصَر والمَعقِل والوَزَر كلّ هذا واحد.
صِفْرِ المَباءةِ ذي هِرْسَينِ (¬4) منعجِفٍ ... إذا نظرتَ إليه قلتَ قد فَرَجَا
¬__________
(¬1) لعل الشارح أراد بالأمّ هنا الأصل الذي نقل منه هذه النسخة التي بين أيدينا. وأم الشيء أصله.
(¬2) شعر ساعدة من رواية أبي سعيد تقدم في السفر الأوّل من هذا الديوان فانظره.
(¬3) في رواية "حبا" مكان "حقا" اللسان (مادة زرم).
(¬4) في كتب اللغة أن الهرس ككتف الثوب الخلق.