كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

وقالوا مَن فتىً للحر (¬1) ... بِ يَرقُبُنا وَيرتَقِبُ
يرقبنا: ينظُر لنا. ويرتقب: ينظُر لنفسه.
فلَم يوجد لشرْطتهمْ (¬2) ... فتًى فيهم وقد نَدَبو (¬3)
شرطتهم: ما شرطوا عليه من الاْرتقاب، أي ما اشترطوا إلا فتًى لكذا وكذا.
فكنتَ فَتاهمُ فيها ... إذا تُدعَي لها تثب
مآقِطُ مَحضَةٌ وحِفا ... ظُ ما تأبَي به الريَب (¬4)
مآقط: مشاهد وأيامِ شِداد، يقال: كان في مَأْقِط، أي في يوم شدّة، ويقال: إنه لذو مآقِط، أي أيام شِداد أَبْلَى فيها. ومحضة: خالصة. والمأقِط المضيق: قوله: حِفاظ ما تأبَى به الريب، يقول: مخافة ما تأبى به الريبة، فلا يقرب الريبة.
فإِنّك مُنجِحٌ بأخيـ ... ـكَ محمودٌ بك الطلَب (¬5)
¬__________
(¬1) روى السكري "للثغر" بدل "للحرب" وفسره فقال: الثغر، الفرجة بينك وبين العدوّ. وفي اللسان أن الثغر موضع المخافة من فروج البلدان.
(¬2) شرطتهم، قال السكري: الشرطة العهد الذي اعتقدوا عليه وشرطهم الذي اشترطوا بينهم. ويكون أيضا العلامة، يقال: شرطته بكل إذا جعلت فيه علامة.
(¬3) ضبط السكري قوله: "ندبوا" (بالبناء للمجهول) وفسره بقوله: دعوا (بضم الدال) للأمر.
(¬4) روى السكري هذا البيت هكذا:
مآقط محضة وحفا ... ظ ما تأتى به الريب
ثم قال: وينصب مآقط محضة على قولك: كنت فتى كريما جوادا.
(¬5) السكرى في قوله: منجح بأخيك، قال: منجح، أصبت به النجح. وجاء هذا البيت في السكرى هكذا:
فإنك منجح بأخيـ ... ـــك مجموع لك الرغب
قال: "الرغب" بضم الراء وفتح الغين: المال الكثير؛ ومنه رغيب ورغب، مثل كبير وكبر.

الصفحة 245