كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

ومطّرِدٌ من الخطّ ... ـىِّ لا عارٍ ولا ثَلِبُ
قال أبو سعيد: كان يُرفَأ بالخَطيّة (¬1) إلي الخّط، وهي قرية بالبحرين، فنسبت القنا إلى الخَطّ. والثَّلِب: القديم المتكسّر المُتَحاتّ، يقال: ثلب البعير إذا تكسّرَ وضَعُف. والعارى: المنكسر الجلد.
يكاد سِنانُه من حَـ ـدِّ ... هِ في الشمسِ يَلتهبُ
يكاد سنانه يُورى نارا من شدّة بياضه.
ومشقوقُ (¬2) الخَشيبة مَشْ ... ـرَفىٌّ (¬3) صادقٌ رُسَبُ (¬4)
مشقوق الخشيبة، يعني سيفا عُرِّضت طبيعته. رُسَب: أي يَرْسُب إذا ضرب به.
خِضَمٌّ لم يُلق شيئًا ... كأنّ حُسامَه اللَّهَبُ
لم يُلقِ، يقول: لم يحبِس شيئا، ويقال: ما ألاقَنى المطر، أي لم يحبسنى، ويقال للرجل: ما يُليق شيئا، أي ما يَحبس شيئا، ويقال للسيف: ما يُليق شيئا
¬__________
(¬1) قوله: الخطية، أي الرماح الخطية، نسبة إلى الخط، وهو مرفأ السفن بالبحرين، تنسب إليه الرماح يقال: رمح خطي، ورماح خطية بفتح الخاء وكسرها على القياس وعلى غير القياس؛ وليست الخط بمنبت للرماح، ولكنها مرفأ السفن التي تحمل القنا من الهند، كما قالوا: مسك دارين. فقول الشارح: يرفأ بالخطية إلى الخط، أي أنهم يرفؤون بها أي جمعونها في هذا المرفأ. وهذا من قولهم: أخذ رفء الثوب لأنه يرفأ فيضم بعضه إلى بعض. اهـ ملخصا من اللسان.
(¬2) مشقوق الخشيبة، يقال: سيف مشقوق الخشيبة، أي عرض (للمجهول وتشديد الراء المكسورة) حين طبع.
(¬3) المشارف: قرى من أرض اليمن أو أرض العرب تدنو من الريف، تنسب اليها السيوف المشرفية.
(¬4) يقال: سيف رسب (بضم ففتح) ورسوب (بفتح الراء): ماض، يمضى في الضريبة ويغيب فيها.

الصفحة 248