أمرا تضيق به الصدور ودونه ... مُهَج النفوس وليس عنه مَعدِل (¬1)
في كل معترَك يُرَى منّا فتًى ... يَهوِى كعَزْلاء (¬2) المَزادة يَزْغَلُ
المُعترَك: موضع القتال حيث اعتركوا، ويَزغَل: يخَرج دمه كما يَخرج ماء المَزادة؛ يقول يَدفع بالدم دَفعا، وأزغلت الناقة البول، وأزْغَلَت القَطاة في حَلْق ولدها. وكلّ دفعة زُغْلة. وأنشد لابن أحمر:
فأزغلتْ في حلقه زُغْلَةً ... لم تَظلم (¬3) الجِيدَ ولم تَشْفَتِرُّ
تشفترّ: تتفرّق.
أو سيّدٌ كَهْلٌ تَمورُ (¬4) دماؤه ... أو جانحٌ فى صدر رُمْحٍ يَسْعُل (¬5)
الجانح: المائل في أحد شِقّيه، أو منكسِر فيه الرمح، فهذا كلّه جُنوح. وصاحب الدم المطعون يَشرَق بالدم فيَسعُل.
حتى إذا رَجَبٌ تَخلَّى (¬6) وانْقَضَى ... وجُمادَيانِ وجاء شهرٌ مُقبِلُ
شَعَبانُ قدّرنا لوَفْق رحيلِهمْ ... سَبْعا يُعَدّ لها الوفاءُ فتَكْمُلُ (¬7)
¬__________
(¬1) مهج النفوس: خوالصها.
(¬2) لم يفسر الشارح العزلاء وهى مصب الماء من الراوية والقربة، وسميت عزلاء لأنها في أحد خصمى المزادة لا فى وسطها ولا هي كفمها الذي منه يستقى فيها. والجمع العزالى.
(¬3) في اللسان "لم تخطئ الجيد".
(¬4) تمور، من مار الشئ يمور مورا، إذا اضطرب وتحرك، ومنه قوله تعالى: "يوم تمور السماء مورا". اللسان.
(¬5) روى السكرى هذا البيت:
أو سيدا كهلا يمور دماغه ... أو جانحا في صدر رمح يسعل
(¬6) في السكرى "تجلى" بدل "تخلى".
(¬7) روى السكرى هذا البيت:
شعبان قدرنا لوقت رحيلهم ... تسعا يعد لها الوفاء فتكمل
وشرحه فقال: تسعا أي تسع ليال.