كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

فلسوف تنَساها وتعَلمُ أنّها ... تَبَعٌ لآبيةِ العِصابِ (¬1) زَبوُنِ
يقول: سَتنسَى مَنيحتك وتعلم أنها تبعُ آبية العِصاب زَبون، إن حُلبتْ لم تَدِرّ وإن عُصِبتْ زَبَنتْ ورَمحتْ، يقال: هذه ناقة زبون. والزَّبنْ: الرَّمْح.
ومنحتَنى فرضيتُ زِىَّ منَيحتى (¬2) ... فإذا بها وأبيكَ طَيف جُنون
زِيّها: مَرآتها. يقول: رضيتُ هيئتها ومَرآتها فإذا بها طيفٌ من الجنّ؛ وهذا مَثَل ضربَه له.
جَهْراءَ لا تألو إذا هي أظهرتْ ... بَصَرا وما مِن عَيْلة تُغنينى
الجَهْراء: التي لا تُبصر في الهاجرة من الدوابّ والإبل، أي منحتنَى شاةً لا تُبصر. والأجهر مِثلُها. لا تألو: لا تستطيع بصرا. قال: وسمعتُ رجلا بمكّة يقول: لا آلو كذا وكذا: لا أستطيعه.
قرِّبْ حِذاءَك قاحِلا أو ليّنا ... فتَمَنَّ في التّخصير والتَّلْسِينِ
قال أبو سعيد: كانت العَرب إذا تنوّقتْ في جلود البقر لَسّنتْ وخَصّرتْ، فقال هذا الأوّل من الشاعرين: انظر حذائى فاحذونى. فقال هذا الآخر: قرّبْ حذاءَك الّذى حذوتَنى أحذُك مِثلَه على مثاله، وتَمَنّ في التخصير والتلسين، وأنشدنا:
إلى معشر لا يَخصِفون نِعِالهَمْ، ولا يَلبَسون السِّبْتَ ما لم يخصَّر
¬__________
(¬1) يقال: عصب الناقة يعصبها عصبا وعصابا إذا شدّ فخذيها أو أدنى منخريها بحبل لتدر (اللسان)
(¬2) في رواية: "أمنحتنى جهد اليمين شَمّلة". وفي رواية أخرى: "ومدحتنى فرضيت رأى منيحتى" (السكرى).

الصفحة 263