كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

خَواظٍ في الجَفِير مخوَّياتٍ ... كُسِين ظُهارَ أصحرَ كالِخياط
لا يعرفه الزِّياديّ ولا الرِّياشيّ. قال أبو العباس: رواه أبو عمرو الشَّيبانيّ. الخِياط: زِقُّ زيت أي كأنّه وِعاءٌ للزيت (¬1)، فربّما شُقّ فَجُعل مِثلَ القَروِ (¬2)؛ وأنشدنا:
* وصاحب القَرْوِ من الخِياطِ *
ومَرْقَبةٍ نَمَيتُ إلي ذُراها ... تُزِلّ دَوارجَ الحَجَل القَواطي
مرقبة: موضع يُرْبأ فيه ويُرقَب. نميتُ: علوتُ وارتفعتُ إلى أعاليها.
والقَواطِي: اللّواتي يقاربن الخَطو، يقال: قطا يقطو إذا قارب المشيَ.
وخَرْقٍ تَحسِر الرُّكْبانُ فيه ... بعَيدِ الغَوْلِ أغبَر ذِي نِياط
خَرْق: فلاة بعيدة واسعة. والغَوْل: البُعد؛ يقال: هوّن الله عليك غَوْل الأرض، أي بُعدَها. تَحسِر، أي تَكِلّ رِكابُهم وتسَقط من الإعياء. قوله: ذي نِياط، أي بعيد، يقول: هو من بُعدِه كأنّه قد عُلِّق ببلد آخرَ أي وُصِل به. أغبر: عليه هَبْوَة:
كأنّ على صَحاصِحِه مُلاءً ... منشَّرةً نُزِعنَ مِن الِخياط
¬__________
(¬1) لم نجد في كتب اللغة التي بين أيدينا الخياط بهذا المعنى الذي ذكره الشارح هنا. والذي وجدناه أن الخياط ما يخاط به، ولم يفسر الشارح بقية ألفاظ البيت. والخواظي: الغلاظ والصلاب. والظهار: الريش: وقيل: الظهار من ريش السهم ما جعل من ظهر عسيب الريشة، وهو الشق الأقصر، وهو أجود الريش، الواحد ظهر. والأصحر قريب من الأصهب. وقيل: هو الذي في لونه غبرة في حمرة خفيفة إلى بياض قليل. يريد ريش طائر أصحر. ولم نجد لقوله: "مخوّيات" معنى يناسب سياق البيت فيما راجعناه من كتب اللغة.
(¬2) لم نجد من معاني القرو معنى يناسب السياق، فلعله الفرو بالفاء الموحدة.

الصفحة 28