كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

تعنو بمخروت، أي تُخرِج به. والمخروت والمشقوق واحد. والخَرْت: الخَرْق.
ويَغذو: يسيل. قال: وإذا قيل كذا وكذا كأنه يهتر (¬1)، فهو يغذو؛ قال الشاعر:
أُبْذِى إذا بُوذيتُ من كلبٍ ذَكَر ... أعقدَ (¬2) يغْذو بولهُ على الشجرْ
تعنو، يقول: عنتْ به، أي تسيل به وتُخرِج به. قال أبو سعيد: ومِثلُه قول ذي الرمّة:
ولم يَبقَ بالخَلْصاء ممّا عنت به ... من الرّطب (¬3). . . . . . . .
والرَّيِّق: ناحية المطر وليس بمعظمه، فهذه المزادة يَخرج منها الماء قليلا قليلا مشلشَلا، متفرقا، وهو قوله: ذو شَلشَل، وتَخرج من ثُقْب آخر متصلا ممتدّا يهتر (1)، فَضَرب هذا الذي يَخرج من هذه المزادة مَثَلا لما يخرج من عينه من الدمع، كما قال الراجز (¬4):
* ما بال عيني كالشَّعيب (¬5) العَيِّن *
ويروى أيضا:
* ما بال عيني كالشَّعيب العيَّنِ *
ذلك ما دِينُك إذ جُنِّبتْ ... أحمالهُا كالبُكُر المُبتِل
¬__________
(¬1) كذا في الأصل. ولم نجد من معانيه ما يناسب السياق؛ ولعله يهتن بالنون في كلا الموضعين اللذين تحت هذا الرقم.
(¬2) الأعقد من الكلاب: الملتوى الذنب.
(¬3) في الأصل: "من اليبس" وهو خطأ من الناسخ صوابه ما أثبتنا نقلا عن اللسان (مادة عنا) وديوان ذي الرمة المطبوع في أوربا، وبقية البيت: إلا يبسها وهجيرها. والخلصاء: بلد بالدهناء. وعنت الأرض بالنبات تعنو وتعنى: إذا أظهرته.
(¬4) هو رؤبة بن العجاج.
(¬5) الشعيب هي المزادة المشعوبة. والعين بتشديد الباء مكسورة ومفتوحة: السقاء الذي يسيل ماؤه.

الصفحة 3