كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

يقول: وما بالموت من عجب أنَّى قُتِلّت. يقول: كيف قُتِلتَ وأنت شجاع بَطَل.
ويْلُمِّه رَجُلا تأبى به غَبَنًا (¬1) ... إذا تجرّد لا خالٌ ولا بَخَلُ
ويْلُمِّه رجلا: كلمة يُتعجَّب بها, ولا يراد بها الدعاءُ عليه، لا خالٌ ولا بَخَلُ أي لا مَخيلة فيه، أي لاخُيَلاءَ فيه. ولا بَخَل أي لا بُخْل، يقال: بخيل بين البُخْل والبَخَل.
السالكُ الثُّغْرةَ اليَقْظَانَ كالِئُها ... مَشْىَ الهَلوكِ عليها الخَيْعَلُ الفُضُلُ
الثُّغْرة والثَّغر، واحد، وهو موضع المخافة ومكان الخوف. والهَلُوك: التي تهالَكُ
وهي الغَنِجة المتكسِّرَة تَهالَكُ وتَغزَّل وتَساقَطُ. والخَيْعَل: دِرع يخاط أحدُ شِقّيه
ويُترَكَ الآخَر. والفُضُل: التي ليس في درعها إزار بمنزلة لِحاف. والخَيْعَل:
ثوب. والفُضُل: امرأة (¬2)، ولكنّه على الِجوار، على حدّ قولهم: جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ.
والتاركُ القِرْنَ مصفرّا أنامِلهُ ... كأنه من عُقارِ قهوةٍ ثِمَلُ
مصفرّا أناملُه، يقول: نُزِف دمُه، حتى ذهب دمه. واصفرّت أناملهُ وعاد كأنّه سَكْرانُ.
مُجدَّلا يَتلقّى جلِدُه دَمَه ... كما يُقطَّر جِذعُ النخلة القُطُلُ
ويُروَى جذع الدَّوْمة. يقول: يسيل دمُه على جلده. والِجلْد: بشرته.
ويقطَّر: يُصَرع. ويقال: عُود قُطُل، أي مقطوع. يقول: فينجدل كما ينجدل الجِذع إذا قُطع. والدَّوْمة: نخلة المُقْل. قال: ويقال قطَلهَ يَقطِلةُ قَطْلا.
¬__________
(¬1) الغبن بالتحريك: ضعف الرأي. وتأبى به غبنا أي تأبى أن تلحق به ضعفا في رأيه وتصفه به.
(¬2) في كتب اللغة أن الفضل المرأة في ثوب واحد.

الصفحة 34