كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

يقول: لا تُحرزه الظُّلَم ولا الجبل، لا تُحرِزه من (¬1) حَتْفِه.
ولا السِّما كان إن يَستَعْلِ بينهما ... يَطرْ بخُطّةِ يومٍ شَرُّه أصِلُ
يقول: لا يُحرِزه السِّما كان أيضًا من حَتْفه. يقول: يصير حظُّ ذلك اليوم له. والأصِل: ذو الأَصْل. يقال: جَدَعه الله جَدْعا أَصِلا أي مستأصِلا. يقول: إن صار بين السِّماكين أتاه الموت. والأصل: الشديد الاستئصال. ويقال: طار فلان بخيْر ذلك الأمر، أي صار ذلك له.
ولا نَعامٌ بَجوٍّ يَسْتَرِيدُ به ... ولا حِمارٌ ولا ظَبيٌ ولا وَعِلُ
قوله: يستريد به، أي يَرُودُ به يجيء ويَذهب، أي يجول فيه؛ ويستريد يسَتفعِل مِن يَرود. وجَوّ: واد. وكلّ بطن واد داخلَ الأرض فهو جَوّ.
أَوفَى يَبيتُ على أقذاف شاهِقةٍ ... جَلْسٍ يَزِلّ بها الخُطّاف والحَجَلُ
الأقذاف: جمع قُذُف. والقُذُف: الناحية من الجبل. جَلْس: نَجْد.
وكل مُشِرف ومرتفِع جَلْس، وأنشَدَنا أبو سعيد:
إذا ما جلسْنا لا تَزال تزورنا ... سُليمٌ لدى أبياتنا وهَوازنُ
أي أتينا نَجْدا.
فلوُ قُتِلتَ ورِجْلي غيرُ كارِهةِ الـ ... إِدلاجِ فيها قَبِيضُ الشَّدّ والنَّسَلُ
يقال: عدوّ قَبيض، أي شديد. والنَّسَل: من نَسلان الذئب، وهو ضرب من المشي نحو الهَدَج، يقول لو قُتلتَ ورجْلي صحيحة فيها ما أنقبض به في حاجتي لفعلتُ.
¬__________
(¬1) لم يفسر للشارح الدعج في هذا البيت، وهي الشديدة السواد.

الصفحة 36