كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

دِينك، أي دأبك. إذ جُنِّبت أحمالُها: أخذتْ أحدَ الجانبين. والبُكُر: ما بَكَّر من النخل، والواحدة بَكور. والمُبتِل: الذي قد بان من أمّهاته (¬1)، والواحدة مُبتِلة.
يقول: كأنّ أظعان هذه المرأة نخلٌ قد بان منه فَسِيلُه (¬2). ومِثلُه قول الآخَر:
كأن أظعانَ مَيٍّ إذ رُفِعن لنا ... بَواسقُ النخل مِن يَبرينَ أو هَجَرا
عِيُرٌ عليهنّ كِنانيّةٌ ... جاريةٌ كالرَّشَإِ الأكحَل
الرشأ: الظبي الصغير. يقول: هي مثل الرشإ الأكحل في حسنه.
كالأَيم ذي الطُّرّة أو ناشيء الـ ... ـبَرديِّ تحت الحَفَإِ (¬3) المُغْيِلِ
ناشيء البَرْدِيّ: صِغاره. والأَيْم: الحيّة الّتي لها مِثلُ الخُوصتين (¬4) في جنبها، يقال لها: ذو الطُّفْيتَين. والمُغْيِل: الذي في الغَيْل، وهو الماء السَّحُّ. والغِيل: الشجر أيضا، ففي أيّهما كان جاز. والغَيْل: الماء الّذى يجري بين ظَهرَي الشجر.
¬__________
(¬1) كذا ورد هذا التفسير في كلتا النسختين للمبتل، وهو خطأ، فإنه يفيد أن المبتل هي الفسيلة. وليس كذلك، إذ المبتل أمها. قال في اللسان: المبتل هي النخلة يكون لها فسيلة قد انفردت واستغنت عن أمها، فيقال لتلك الفسيلة البتول. وقال ابن سيدة: البتول والبتيل والبتيلة من النخل. الفسيلة المنقطعة عن أمها المستغنية عنها، والمبتلة أمها، يستوى فيه الواحد والجمع؛ وأنشد بيت المتنخل هذا.
(¬2) كذا في "ب" والذى في "أ" "قد بان منه نخل فسيله" وفيه اضطراب ظاهر.
(¬3) لم يذكر الشارح في شرح هذا البيت تفسير الحفأ، وهو البردي الأخضر ما دام في منبته، قاله في اللسان (مادة حفأ).
(¬4) في كلتا النسختين: "الخصيتين"، وهو تحريف صوابه ما أثبتنا نقلا عن اللسان (مادة طفى) فقد ورد فيه في تفسير ذي الطفيتين ما نصه: ذو الطفيتين حية لها خطان أسودان يشبّهان بالخوصتين.
وفي الحديث "اقتلوا الجان ذا الطفيتين والأبتر". قال الأصمعي: أراه. شبه الخطين اللذين على ظهره بخوصتين من خوص المقل.

الصفحة 4