كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

إذ قَدَّموا مائةً واستأخرتْ مائةٌ ... وَفْيًا وزادوا على كلتيهما عَدَدا
وَفيا، أي تماما، أي قدَّموا مائة وأخَّروا مائة. وزادوا يريد على ما قدَّموا وأخَّروا.
صابوا بستّة أبياتٍ وأربعةٍ ... حتى كأنّ عليهمْ جابيًا لَبِدا
صابوا أي وقعوا. قال: وهذا كقولك "صاب المطر ببلدة كذا وكذا" أي وقع بها. وقوله: حتى كأنّ عليهم جابيا لِبَدا، قال: يقال إنّ الجابىَ الجرادُ نفسُه، واللِّبَد: المتراكِب بعضُه على بعض. قال أبو سعيد: وليس الجابيء الجراد وحدَه، ولكنْ كلُّ ما طَلع فقد جَبَأ يَجْبَأُ جَبْأ. قال: وهو مِثلُ قول الشاعر:
* ولو ضَلَّ في أوصاله العَل يَرتقِى *
فالعَلُّ ها هنا القُراد، وكلّ صغير الجسم عَلُّ.
شَدُّوا على القوِم فاعتَطُّوا أَوائلَهم ... جَيشَ الِحمارِ ولاقَوْا عارِضا بَرِدا
اعتطّوا أوائلهم، يقول: شقّقوا أوائلَ القومِ. ولاقَوا عارضا: ضربَه مَثَلا يقول: لاقَوا مثلَ عارضٍ من السماء فيه برَد؛ يقول: فجيشنا مِثلُ العارض الذي فيه بَرَد. قال أبو سعيد: وإنّما قيل له جيش الحمار لأنه كان معهم حمار يحَمِل بعضَ متاعهم. والعَطّ: الشَّق؛ ويقال: اِنعطّت مُلاءتُه.
فالطَّعْن شَغْشغةٌ والضَّرْب هَيقَعةٌ ... ضربَ المعوِّل تحت الدِّيمة العَضَدا
شَغْشَغة: حكاية لِصوت الطعن حين يَدخل. والضَّرب هَيْقَعة حكايةٌ لصوت الضرب والوَقْع. وقوله: ضرْبَ المعوِّل، المعوِّل الّذي يبنى عالَةً، والعالة

الصفحة 40