كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

حتى إِذا أسلكوهم في قُتائِدةٍ ... شَلًّا كما تَطرُدُ الجَمّالةُ الشُّرُدا
قال أبو سعيد: الجَمّالة أصحاب الِجمال. والضَّفّاطة: التي تَحِمل البَزّ والمتاع. يقال جاءت الضَّفّاطة. والرَّجّانة التي تَحمِل الزِّمْل (¬1) وهي مثلُها، والزَّوْمَلة: التي تحمِل المَتاع؛ وقال الأخطَل:
وداويّةٍ قَفْرِ كأنّ نَعامَها ... بأرجائها القُصوَى رَواجنُ هُمَّلُ
قال: تسمَّى الرُّفْقة رَجّانة إذا كانت تَحمِل المتاع. والزَّوْملة: الإبل التي تَحمِل المتاع؛ يقال: جاء فلان في زَوْملة إذا جاء في إبل تَحمِل المتاع. وقوله: رواجن هُمَّل، قال: هذه الإِبل تَحمل المتاع وقد جَرِبَتْ وطُلِيتْ بالقَطِران، فكأنّها نعام (¬2)، وأنْشَدنا أبو سعيد:
* ورجّانة الشام التي نال حاتمُ *
قلت: فالدَّجّانة؟ قال: هي مثلُ الرَّجّانة أيضا. قال: وحاتمٌ هذا، حاتمُ بنُ النُّعمان الباهلي. والجَمّالة: أصحاب الِجمال. والحّمارة: أصحاب الحَمير. والسَّيّافة: أصحاب السيوف. وقوله:
* حتى إذا أسلَكوهمْ في قُتائدة *
قال: قُتائدة، ثَنِيّة، وكلّ ثَنِيّة قُتائدة. وقوله: شَلًّا، قال الأصمعيّ: ليس لها جواب (¬3).
قال أبو سعيد: وسمعتُ خَلَفا الأحمرَ يُنشِد رَجَزا عن أبي الجودىّ:
¬__________
(¬1) الزمل: الحمل بكسر الحاء.
(¬2) مقتضى لفظ بيت الأخطل تشببه النعام بالدواجن لا تشبيه الدواجن بالنعام كما ذكره الشارح.
(¬3) ليس لها جواب أي ليس لقوله "إذا" في البيت جواب. وفي خزانة الأدب ج 3 ص 173 إن الجواب محذوف لتفخيم الأمر أي بلغوا أملهم أو أدركوا ما أحبوا أو نحو ذلك. قال: وهذا هو الصواب من أقوال ثلاثة.

الصفحة 42