كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

لو قد حَداهن أبو الجُودىِّ ... برَجزٍ مُسْحَنْفِر (¬1) الهُوِيِّ
* مستوِياتٍ كنَوَى البَرْنِىَّ *
فلمَ يجعل لها جوابا. وقد يقال: إنّ قوله: "شَلَّا" جوابٌ، كأنه قال: حتى إذا أسلكوهم شَلّوهم شلا (¬2).
* * *

وقال يرَثى دُبَيّة (¬3) السُّلَمّى، وأمّه هُذَليّة (¬4)
ألا ليت جيشَ (¬5) العَيْرِ لاقَوْا كَتِيبةً ... ثلاثين منّا صَرْعَ ذاتِ الحَفائلِ
قال أبو سعيد: صرعُها ناحيتها، والصَّرْعان: الناحيتان؛ وصَرْعا النّهار أوّله وآخره؛ ويقال للّيل والنهار: الصَّرْعان، والعَصْران. والمِصْراعان مِن هذا. وبَيْت مصرَّع إذا كانت له قافيتان، مثلُ قوله:
ألا عِمْ صَباحا أيها الطَّلل البالى ... وهل يعِمَنْ من كان في العُصُرِ الخالى
وذات الحَفائل: موضع (¬6) معروف في شِعر هُذَيل.
فِدًى لبني عَمرٍو وآلِ مؤمِّل ... غداةَ الصّباح فِديةً غيرَ باطلِ
¬__________
(¬1) المسحنفر: الماضى السريع.
(¬2) ورد في الأصل بعد هذا الكلام قوله: "تم الجزء الرابع ويتلوه الخامس".
(¬3) دبية السلمى هو الذي دل بني ظفر من سليم على أخواله من هذيل يوم أنف عاذ السابق ذكره وأم دبية هذا من بنى جريب بن سعد بن هذيل، وقتل دبية في هذا اليوم مع من قتل من بنى ظفر، وكان جيش بني ظفر وهو جيش الحمار مائتين، وكانت الغارة على بني قرد من هذيل إلى آخر ما ورد في خزانة الأدب ج 3 ص 174 عن هذا اليوم من كلام طويل، فانظره ثم.
(¬4) ورد في الأصل قبل قوله (وقال يرثى) الخ قوله: الجزء الخامس من أشعار الهذليين عن الأصمعى.
(¬5) جيش العير، هو جيش الحمار الذي سبق الكلام عليه.
(¬6) في نسخة أخرى "مكان".

الصفحة 43