كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

المستلفِج: اللاّصق بالأرض الّذى لا يستطيع البَراحَ من الهُزال وذهابِ المالِ والضعف. ويقال للرجل إذا احتاج: قد استلفَجَ وقد أَلفَجَ، وألفَجَ البعيرُ إذا ضَعف فضرَبَه مثلًا، أي هذا ضعيف. والجَلائل: (¬1) الثُّمام، والواحد جلِيلة، وأنشد:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلةً ... بوادٍ وحَوْلى إذخرٌ (¬2) وجليلُ
تركْنا ابن حَنْواءَ الجَعورِ مجدَّلا ... لَدَى نَفَر رءوسهم كالفَياشلِ
يقول: قد طار الشَّعْر عنها وبقيتْ تبرُق، ولم يفسّر ابن حَنْواء الجعور لأنّه هجاء (¬3).
فيا لَهْفَتَا على ابنِ أُختِىَ لهفةً ... كما سَقَط المنفوسُ بين القَوابل
النفوس: الذي أمّه نُفَساء؛ وهو الصبيّ؛ يقول: قد قُتِل فطُلَّ كما طُلّ هذا بين القوابل. يقول: هَلَك بيننا ولم نشعرْ كما هلكَ المولودُ بين القوابل وهنّ لا يَشعرن.
تَعاورتُما ثوبَ العُقوق كِلاكما ... أبٌ غيرُ بَرٍّ وابنُمٌ غيرُ واصِلِ
يعنِي قاتلَ دُبَيّةَ ودُبَيَّة أتَيَا عُقوقا (¬4).
¬__________
(¬1) الثمام: نبات ضعيف وتخشى به خصائص البيوت.
(¬2) الإذخر: حشيش طيب الريح أطول من الثيل. قال أبو حنيفة الإذخر له أصل مندفن دقاق ذفر الريح، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب إلا أنها أرق وأصغر، ويطحن فيدخل في الطيب، وهي تنبت في الحزون والسهول، وقلما تنبت الإذخرة منفردة. قال: وإذا جف الإذخر ابيض الخ ملخصا. والبيت لبلال.
(¬3) الحنواء: الحدباء. والجعور بفتح الجيم: الكثيرة الجعر؛ والجعر: ما يبس من العذرة.
(¬4) كذا ورد هذا التفسير في الأصل. وهو غير ظاهر. وكان الأولى كما يظهر لنا أن يقول "يعنى أبا دبية ودبية أتيا عقوقا" كما يقتضيه لفظ البيت، وذلك لأنهما حاربا بني هذيل مع صلتهما بهذه القبيلة أما قاتل دبية فهو من أخواله لا من آبائه.

الصفحة 45