كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

شعر صَخْر الغَيّ
وقال صَخْر الغَىّ بن عبد الله يَرثى أخاه أبا عمرو بن عبد الله، نهشتْه حيّة فمات (¬1):
لعَمرُ أبي عَمرٍو لقد سافَه المَنا ... إلى جَدَثٍ يُوزَى له بالأَهاضِبِ
قال أبو سعيد: المَنا: المقدار، يقال: مَناك الله بأفعىَ يمَنِيها لكَ مَنْيا أي قدّرها لك.
يُوزَى له، يُشخَص له ويُرفع (¬2) له في موضع مرتفِع. والأَهاضب: جمع هَضِيب (¬3).
والهضَبات: جمعُ هَضْبة، وهي رءوس الجبال، وإنما يتعجب من صنعتِه. يقول: لم يَنزِل به إلى الأرض.
لِحَيّةِ جُحْرٍ (¬4) في وِجارٍ مقيمةٍ ... تَنمَّى بها سَوق المَنَا والجَوالب
"يريد وسَوْقَ المَنَا والجَوالب" (¬5)، والمَنَا: القَدَر. وكلّ جُجْر يسكن فيه حَنَش من أحناش الأرض فهو وجار. يقول: ساقه إلى هذه الحيّة فَتَنمَّى بتلك الحيّة إليه.
¬__________
(¬1) ورد في أوّل هذا الشعر من شرح أشعار الهذليين للسكرى ص 6 طبع أوربا ما نصه: قال صخر الغي بن عبد الله الخثمى أحد بنى عمرو بن الحارث يرثى أخاه أبا عمرو ونهشته حيَّة فمات، وقد رويت لأبي ذؤيب. ويقال: إنها لأخي صخر الغي يرثى بها أخاه صخرا، ومن يرو يها لأخى صخر الغى أكثر اهـ.
(¬2) عبارة السكرى: يستوى له ويصلح.
(¬3) كذا في الأصل. والذى في اللسان (مادة هضب) أن أهاضيب جمع أهضوبة. قال: وهي مثل الهضب بفتح الهاء وسكون الضاد جمع هضبة.
وذكر السكرى في تفسير هذه الكلمة ما نصه: وقوله بالأهاضب يقال للجبل المفترش بالأرض ليس بالطويل هضبة. وهضبات وهضاب وأهاضب وأهاضيب للجمع اهـ.
(¬4) في رواية "لحبة قفر".
(¬5) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في الأصل. ولعل الصواب فيها يريد وسق الجوالب بإسقاط كلمة "المنا" أي سوق المنا وسوق الجوالب.

الصفحة 51