كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

والرّواجب بعض الناس يقول: هي السُّلَامَيات (¬1)، وبعضهم يقول: هي ظهور المفاصل.
يَبيتُ إِذا ما آنَسَ اللّيلَ كانِسًا ... مَبِيتَ الغَريبِ ذى الكساء المُحارِبِ
هذا مَثَل؛ يقول: يبيت ناحيةً كما ينَتحِي ذو الكساء المحارِبُ لأهله وولده الذين قد غاضَبَهم، فهو يبيت ناحيةً. يقول: مَبيتَ غريب قد غاضب أهلَه فذهب عنهم. قال أبو سعيد: والوَعِل لا يبيت أبدا إلَّا منفردا.
مَبيتَ الكبير يَشتَكي غيرَ مُعتَبٍ ... شَفيفَ عُقوقٍ من بَنيه الأقارب
الشَّفيف: الأذى. يقول: هو كبير اْشتَكَى من أهله عقوقا فتنحَّى عنهم وذهب؛ ويقال: أجد شَفيفا في أسناني إذا وَجَد فيها أَذىً ووَجَعا. غيرَ مُعتَب يقول: لا يُعتِبونه إن اْستَعْتبَهَم.
بها كان طِفْلا ثم أَسْدَسَ فاستَوَى ... فأصبحَ لِهْمًا في لهُومٍ قَراهِبِ
اللِّهْم: المُسِنّ. والقَراهِب: المسَانّ. أسْدَس وقع سَديسُه (¬2).
يروعَّ من صوت الغرابِ فينتحِي ... مَسامَ الصُّخورِ فهو أهرَبُ هارِبِ
¬__________
(¬1) السلاميات قيل هي الأنامل، وقيل: ما بين كل مفصلين من أصابع الإنسان؛ وقيل: هي عظام الأصابع، الواحدة سلامى كحبارى.
(¬2) السديس: السنّ التي تلي الرباعية. قاله السكرى في شرح أشعار الهذليين ص 9 طبع أوربا. والذي في الأصل: "وقع في سديسه" وقوله: "في" زيادة من الناسخ. وما أثبتناه عن شرح السكريّ.

الصفحة 53