كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

نهيتُكَ عن طِلابِكَ أمِّ عَمْرٍو ... بعاقبةٍ وأنتَ إذ صحيحُ
أَطافَ به حتّى رماه وقد دنا ... بأسمرَ مفتوقٍ من النَّبْلِ صائب
المفتوق: العريض النَّصْل. وصائب: قاصد.
فنادَى أخاه ثم طار بشَفْرة ... إِليه اجتزار الفَعْفَعىِّ المُناهِبِ (¬1)
الفَعْفَعىّ: الخفيف (¬2). يقول: حين رماه نادى أخاه يعني صاحِبه، ثم ظهر (¬3) يَجْتزِر.
وللهِ فَتْخَاءُ الجَناحين لِقْوَةٌ ... تُوسِّد فَرْخَيْها لحُومَ الأرانبِ
فَتْخَاءُ الجناحين أي ليّنة مَفصِل الجناح، يقال: فَتِخَتْ يدُه تَفْتَخ فَتَخا، يعني أنه إذا مدّها تجس (¬4). واللِّقْوة: المتلقِّفة إذا أرادت شيئا تلقَّفتْه.
كأنّ قلوبَ الطير في جَوفِ وَكْرِهَا (¬5) ... نَوَى القَسْبِ يُلقَى عند بعض المَآدب
قال: المأدَبة والمأدُبة واحد، وهي الدَّعوة، ونَواةُ القَسْبة أصلَبُ مِن غيرها وإنّما يريد كثرتَها.
¬__________
(¬1) المناهب: المبادر كأنه قد أخذ نهبا، قاله في شرح أشعار الهذليين ص 11 طبع أوربا.
ورواه في اللسان (مادة فعفع) "ثم قام بشفرة". وفي شرح أشعار الهذليين للسكرى ص 11 طبع أوروبا أنه يروى "إحتزاز" والمعنى عليه يستقيم أيضاً.
(¬2) ورد في اللسان (مادة فعفع) أن الفعفعانى هو الجزار، هذلية، وأنشد هذا البيت.
(¬3) لعل صوابه "طار" مكان "ظهر" كما هو لفظ البيت.
(¬4) كذا وردت هذه الكلمة في الأصل فلعل الصواب فيها: "لم تجس" أي لم تصلب ولم تيبس يقال جسا يجسو إذا صلب ويبس، واذن فقوله: "لم" قد سقط من الناسخ.
(¬5) في رواية "كأنّ قلوب الطير عند مبيتها". والقسب: التمر اليابس يتفتت في الفم.

الصفحة 55