كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

أي بكلّ مقلِّص مُشِرف طويلِ القوائم يعني فَرَسا، العَنود: الّذى يعَترِض في شِقّ. والعَشَنَّق: الطويل من الرجال، والخيل أيضًا. وقوله: يَبُذّ، أي يَغلِب يدَه ويعلو عليها ويقهرُها.
فشامَتْ في صدورهما رماحا ... من الخَطِّىِّ أُشرِبت السِّاما
شامت: أَدخَلتْ (¬1). والخَطّ: ما بين [عُمانَ (¬2)] إلى البحرين.
وذكَّرني بكاىَ على تليدٍ ... حمَامةُ مَرَّ جاوبَتِ الحَماما (¬3)
يقول: ذكَّرَني بكاىَ على ابنى تَليد حمامةٌ بمَرَّ، ومَرَّ: (¬4) موضع.
تُرجِّع مَنطِقا عجبا وأَوفتْ ... كنائحة أتت نَوْحا قِياما
تُنادِى ساقَ حُرَّ وظَلتُ أدعو ... تَليدًا لا تُبِين به الكَلامْا (¬5)
قال أبو سعيد: ظَنّ أنّ ساقَ حُرّ ولدُها، فجعله اسما له (¬6).
لعلّك هالكٌ إمّا غلامٌ ... تَبوّأَ من شَمَنْصيرٍ مُقاما (¬7)
شَمَنْصِير: جبل.
¬__________
(¬1) في الأصل: "دخلت"؛ وهو تحريف.
(¬2) موضع هذه الكلمة بياض في الأصل.
وقد أثبتناها أخذا من كلام ياقوت في التعريف بهذا الموضع، فقد ذكر أن الخط سيف البحرين وعمان. وفي القاموس أنه مرفأ السفن بالبحرين.
(¬3) في رواية "حمام جاوبت سحرا حماما".
(¬4) يريد مرّ الظهران، وهو واد قرب مكة.
(¬5) في شرح القاموس (مادة حرر) "ما أبين لها كلاما".
(¬6) في كتب اللغة، أن ساق حرّ ذكر القماريّ، سمى بذلك لصوته. وقيل بن ساق حرّ صوت القمارى وبناه صخر الغي في هذا البيت فجعل الاسمين اسما واحدا. وعلله ابن سيده. فقال: لأن الأصوات مبنية إذ بنو من الأسماء ما ضارعها.
(¬7) في شرح أشعار الهذليين طبع أوربا في تفسير هذا البيت ما ملخصه: يخاطب نفسه يقول: لعلك تموت إن مات غلام. ثم قال بعد ذلك: وشمنصير بلدبه دفن (يريد المرثى) والمعنى لعلك ميت إن غلام مات، يصلح لما مضى ولما يستقبل. وفي لعل معنى الاستفهام، كقولك: أتموت إن غلام مات ليس هو بتمنّ ... الباهلي، يقول لنفسه: لعلك تقتل نفسك إن كان غلام مات. وما زائدة. أهـ

الصفحة 66